الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حب مكة وتمني العيش فيها وهل يحبها أكثر من بلده

السؤال

هل يجب على المسلم أن يتمنى لو كان يعيش في مكة والبقاع المقدسة ؟ وهل يجب عليه أن يحب مكة والبقاع المقدسة أكثر من بلده ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمكة قد ثبت حب النبي صلى الله عليه وسلم لها، فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: ما أطيبك من بلد، وأحبك إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَك. رواه الترمذي وصححه الترمذي والألباني في صحيح الجامع.

ومكة هي أحب البلاد إلى الله كما ورد في رواية للترمذي، فعن عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا على الحزورة فقال: والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت. صححه الألباني.

فإذا تقرر هذا كان حب مكة من جملة الحب في الله الذي هو من أعظم مراتب الإيمان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب في الله والبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.

وقال: أوسط عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله. رواه أحمد وحسنه الأرناؤوط.

وقال: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله، والمعاداة في الله، والحب في الله والبغض في الله. رواه الطبراني وصححه الألباني.

فينبغي للمسلم أن يحب مكة وسائر البلاد المقدسة الأخرى أكثر من حبه لأي بلد آخر.

وأما تمني العيش في تلك البلاد فلا يجب، لأن من تمكن منه لم يجب عليه فعله بلا خلاف نعلمه، ولك أن تراجعي في حكم المجاورة فتوانا رقم: 118631.

وإذا لم يجب العيش في تلك البلاد عند التمكن منه فمن باب أولى أن لا يجب تمني ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني