الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أخطر الأمور على دين المرء الاسترسال مع الوساوس

السؤال

عندي وسواس في الشرك، يأتيني أني أتوكل على غير الله، ولكي يذهب أحلف أني لا أتو كل على غير الله. أمس جاءني وكنت في عقلي وحلفت ونذرت أن لا أنوي لغير الله، وعظمت ولكن ما أدري هل هذا شرك أكبر أم لا مع أن التعظيم جانب لكن ليس مثل عظمة الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلم يتضح لنا مراد السائل، والذي نقطع أنه يحتاجه هو النصح الصريح بالإعراض عن هذه الوساوس، التي هي في الحقيقة من كيد الشيطان ومصائده، فإن التوكل عبادة فطرية ميسرة قريبة، فالمسلم ينعقد قلبه على عبادة التوكل والاعتماد على الله تعالى بمجرد علمه ويقينه أن الله تعالى هو الذي له ملك السموات والأرض، فلا يحصل فيهما شيء إلا بأمره وإذنه، ولا يأتي بالخير والنفع إلا هو، ولا يدفع الشر والضر إلا هو، وأن الأسباب لا يترتب عليها أثرها إلا بقدرة الله وتقديره. قال تعالى: وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {يونس: 107}. وقال سبحانه: وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ. {المجادلة: 10}. وقال عز وجل: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. {التغابن: 11}.

فهون عليك أخانا الكريم، وأعرض عن هذه الوساوس ولا تسترسل معها، ولا تجعل للشيطان عليك سبيلا، فإن الوسوسة مرض شديد وداء عضال، والاسترسال معها يوقع المرء في الحيرة والشك المرضي، والضيق والحرج الشرعي. فكما يجب على العبد أن يخاف من الوقوع في الشرك وأن يبتعد عنه أشد البعد، فكذلك ينبغي أن لا يكون موسوسا، كلما حصل منه شيء اتهم نفسه بالشرك. وراجع في بيان السبيل إلى تعظيم الله تعالى حق التعظيم الفتوى رقم: 72325.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني