الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل إلى تعظيم الله تعالى حق التعظيم

السؤال

كيف للمسلم أن يعظم الله حق التعظيم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن من أبرز سمات المتقين تعظيم الله تعالى وتعظيم شعائر الله ، كما قال سبحانه وتعالى : ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج: 32 } وقال تعالى : ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج: 30 } وفي المقابل حرم الاستخفاف والاستهزاء بآيات الله تعالى ، وعد ذلك كفرا ، فقال سبحانه : قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ {التوبة: 65 ـ 66 }

أما عن سبيل الوصول إلى تعظيم الله تعالى حق التعظيم فيجمعه قول النبي صلى الله عليه وسلم : استحيوا من الله تعالى حق الحياء ، من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء . رواه أحمد والترمذي.

فإن تعظيم الله حقا يكمن في تعظيم أمره ونهيه ، وتعظيم الأمر والنهي يقتضي حفظ الجوارح عما يخالفه ، فبقدر تعظيم الأمر والنهي يكون تعظيم الآمر والناهي سبحانه وتعالى وجل وعلا .

وكذا التفكر والتدبر فيما وهب الله من نعم لا تحصى بغير استحقاق لها أو بذل ما يكافئها من الثمن, بل بمحض فضل الله ورحمته ، ومما يفيد في هذا الباب كثيرا ما ألف أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأصبهاني ، وهو كتاب ( العظمة ) ففيه خير كثير في هذا الباب ، وكذا كتاب الشيخ عائض القرني بنفس عنوان الكتاب السابق .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني