الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبل التحلل من المظالم

السؤال

يا فضيلة الشيخ منذ 10 سنين ظلمت جاري ظلما كبيرا. ولقد سترني ولم يشأ فضحي أمام الناس . وأنا نادم أشد الندم، ومنذ ذاك الحين أنا في مشاكل نفسية وصحية، وأظن أنه بسبب ظلمي. والله العظيم أنا أريد أن أعتذر منه وأقبل رأسه، وكيف أفعل؟ ما الحل؟ هل أتوب فقط أم يجب علي الاعتذار؟ لأني محرج منه، ولا أريد مقابلته، وهل يكفي أن يتوسط بيننا أحد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تتحلل من هذا الشخص الذي ظلمته، فإن كنت قد أخذت شيئا من ماله فالواجب عليك أن ترده له أو تتحلله منه حتى يسامحك , وإن كنت قد ظلمته بشيء معنوي كطعن في عرضه أو غيبته فعليك أيضا أن تتحلل منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم :"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإلا أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه " رواه البخاري .

وهذا هو الأصل، ولكن أهل العلم قد فهموا أن المظلمة إذا كانت في العرض بغيبة ونحوها وخشي الظالم حصول مفسدة إن هو أخبر المظلوم بذلك، فحينئذ يكفي في التوبة الكف عن المعصية والندم وكثرة الدعاء للمظلوم والاستغفار له والثناء عليه بين الناس .

ولا يشترط أن يكون اعتذارك له بصفة مباشرة، بل يمكنك أن توسط بينكما أحد الثقات العدول لينقل له ندمك واعتذارك على إساءتك ويعلمه باستحيائك من مقابلته .

الله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني