الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحياء لا يبيح ترك الغسل والعدول إلى التيمم

السؤال

فتاة -هداها الله- تمارس العادة السرية وقد كلفتني بطرح سؤالها عليكم، فهي تجد صعوبة كبيرة في الاغتسال كل مرة تقريبا كل يوم خوفا من أن يلاحظ الأهل ذلك - خصوصا أنها سمعت كلاما جارحا ومحرجا من هذا القبيل من والدتها - والسؤال كالتالي :
هل يجوز لها أن تتيمم للصلاة أم تبقى بغير صلاة وتصبح تاركة لها، مع العلم أنها تعلم أن العادة السرية حرام لكنها لا تستطيع التوقف عن ذلك، وفي نفس الوقت تعلم أن ذنب ترك الصلاة أكبر من الزنى وقتل النفس ..الخ
فهل يجوز لها أن تتيمم بدل الغسل من الجنابة حتى لا تضيع الصلاة لحين تتوفر لديها الفرصة لكي تغتسل؟ أم تبقى من غير صلاة وهذا يعذبها كثيرا وهي دائما في صراع مع نفسها؟
فما الأولى في نظر الشرع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن قول هذه الفتاة إنها لا تستطيع التوقف عن هذا الفعل هو استجابة لغواية الشيطان. والواجب عليها معصيته فإنه إنما يدعو مطيعيه إلى السعير، فلتبادر إلى التوبة وقطع حبائل الشيطان، ولتعلم أنها على خطر عظيم.

وقد سبق لنا أن أصدرنا عدة فتاوى في بيان تحريم الاستمناء أو ما يعرف بالعادة السرية, وأنه لا يجب الغسل منها إلا إذا نزل المني كما في الفتوى رقم: 7170، والفتوى رقم: 120101 والفتوى رقم: 34793 , فيجب على المرأة المشار إليها أن تتقي الله تعالى, ويجب عليها أن تغتسل إذا حصل إنزال، ولا يجزئ التيمم بدلا من الغسل ما دام الماء موجودا ولا يترتب على استعماله ضرر عليها في بدنها.

والحياء لا يبيح ترك الغسل والعدول إلى التيمم كما بيناه في الفتوى رقم: 29733 ، والفتوى رقم: 77548 ولا يخفى على عاقل ما في ترك الصلاة من الإثم، وراجعي الفتوى رقم: 6061.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني