الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حياك الله وبياك وحكم مخاطبة الناس بها

السؤال

ما معنى: حياك الله، أو حيا الله، أوحياك وبياك؟ وهل يجوز أن نقول مثل هذه العبارات؟ فكثيراً ما تقال هذه العبارات، وقد وجدت في التفسير الواضح الميسر لمحمد علي الصابوني: أن حياك الله في تفسيره لآية: وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً.
{ النساء: 86 }.
عبارة كانت العرب تقولها بمعنى: أطال الله عمرك ـ وأن الإسلام أبدلها بالسلام ـ صفحة 203، فهل هذا صحيح؟.
ووجدت في أحد المنتديات تفسيراً آخر لحياك وبياك، وأنقله كما هو: قال شيخ الإسلام ابن تيميه ـ رحمه الله تعالى ـ وقد روي أن الملائكة قالت لآدم عليه السلام: حياك الله وبياك ـ أي أضحكك.
وقال الأصمعي: معنى حياك الله وبياك: أي ضحكك.
وقيل: عجل لك ما تحب.
وقال الأحمر: بياك الله ـ معناها: بوأك منزلاً، أي اسكنك منزلاً في الجنة وهيأك له، فما هو الصحيح؟.
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ينبغي أن تتخذ العبارة المذكورة بدلاً عن تحية الإسلام، وأما مجرد مخاطبة الناس بها، فلا مانع شرعاً منه فهي من الأدعية الجارية على ألسنة الناس من قديم، فقد ذكر أهل التفسير: أن آدم عليه السلام لما قتل ابنه هابيل حزن عليه مدة طويلة لم يضحك فيها فجاءه ملك فقال له: حياك الله يا آدم وبياك ـ فقال: ما بياك؟ قال: أضحكك.

وقال الحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ لرجل أتاه من الشام: حياك الله وبياك، وعافاك وآداك، انبسط إلينا في حوائجك وما يعرض لك، تجدنا عند أفضل ظنك ـ إن شاء الله.

انظر تفسير القرطبي.

وفي حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين أما تعرفني؟ قال: بلى، حياك الله وبياك، أسلمت حين كفروا، وأقبلت إذ أدبروا، ووفيت إذا غدروا.

والمعاني التي أشرت إليها ذكرها غير واحد من أهل اللغة، وانظر الصحاح للجوهري، وأدب الكاتب لابن قتيبة والزاهر لابن الأنباري وغيرها، وهي ترجع في مجملها إلى الدعاء بالخير لمن قيلت له، ولعل أقربها ما جاء في القاموس الفقهي: يقال: حياك الله ـ أي أبقاك الله حياً.

وسبق أن ذكرنا بعض هذه المعاني في بداية الفتوى رقم: 111330.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني