الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

شخص مريض بالوسواس القهري ظن أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه فقرر أن يحتال ليعيد العقد فقال لنفسه إنه سينطق كلمة الطلاق أمام زوجته ويقول لها أنت طالق ويدعي أنها خرجت منه دون قصد ثم يعيد العقد ويعتذر لها وبينما هو في هذه الحالة يفكر في هذا الأمر إذ نطق لسانه رغما عنه بكلمة أنت طالق وهو لا يقصد أن ينطق بها أبدا، بل كان سيقولها لزوجته عندما يلقاها ثم انتفض عندما وجد نفسه قد نطق بهذه الكلمة لخوفه من أن يكون قد وقع الطلاق ثم سأل شيخا عن الرجل ينطق بلفظ الطلاق خطأ كأن يقول أنت طالق بدلا من أنت طالبة مثلا، فقال له لا شيء عليه ولا يقع طلاقه، فلغى هذا الأمر ولم يفعله، لأن والد زوجته لديه علم شرعي وسيقول له نفس الشيء ولن يعيد العقد له، ولكن هل هذه الكلمة التي نطق بها دون قصد هي طلاق؟ بالله عليكم لا تشددوا علي فقد انتهى الأمر وأخبروني أنني لست مرتدا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وسؤاله دفع هذا البلاء، فمن استعان بالله أعانه، وعليك بالرقية الشرعية، ولمزيد الفائدة فيما يتعلق بعلاج الوسواس القهري نرجو أن تطالع الفتوى رقم: 3086.

وأما بشأن من سبق لسانه بالطلاق من غير قصد: فإن طلاقه لا يقع، وقد سبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 72095.

وكذلك طلاق الموسوس فإنه غير واقع، قال الإمام الشافعي في كتاب الأم: يقع طلاق من لزمه فرض الصلاة والحدود، وذلك كل بالغ من الرجال غير مغلوب على عقله، لأنه إنما خوطب بالفرائض من بلغ، ومن غلب على عقله بفطرة خلقة، أو حادث علة لم يكن لاجتلابها على نفسه بمعصية لم يلزمه الطلاق ولا الصلاة ولا الحدود وذلك مثل المعتوه والمجنون والموسوس والمبرسم. اهـ.

وللفائدة انظر الفتوى رقم 105435.

وكذا الحال بما يظنه الموسوس من أنه ارتد عن الدين وأن زوجته قد حرمت عليه، فكل ذلك لا اعتبار له، فعلى هذا فالعصمة بينك وبين زوجتك باقية، فاستأنف حياتك معها كأن شيئا لم يكن، وانظر الفتوى رقم: 138172.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني