الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبيل التخلص من الحرام وفتنة النساء

السؤال

منذ فترة يسر الله لي سبيل الهداية والصلاح وداومت على الصلاة في المسجد لأكثر من ستة أشهر وحفظت جزءاً من القرآن وابتعدت عن كل المعاصي التي كنت فيها من قبل وشعرت براحة وطمأنينة طوال هذه الفترة إلا أنني بدأت أحيد عن طريق الهداية والحق وقطعت الصلاة في المسجد حتى بدأت أتركها أحياناً وبدأت بالعودة إلى المعاصي شيئاً فشيئاً، وكل هذا بسبب رغبات جنسية لا أستطيع أن أكبحها فكيف أحافظ على نفسي من الحرام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق حتى نلقاه، واعلم ـ هداك الله ـ أن من أعظم البلاء وأكبر المصائب أن يعرف الإنسان الحق ويذوق حلاوة الاستقامة ثم يزيغ وينحرف عن جادة الصواب، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكون، وكان من دعاء الراسخين في العلم: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

واعلم كذلك أن الشيطان لم يكن ليتركك تسير في طريق الهداية دون أن يسعى في أن يجتالك عنه ويحيد بك عما ينفعك، فعليك ـ أيها الأخ الكريم ـ أن تجاهد نفسك في الثبات على الاستقامة فإذا علم الله منك صدق النية وصحة العزيمة فإنه تعالى يوفقك ويسددك، فإنه تعالى يقول: والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.

وأكثر من الدعاء بأن يصرف الله عنك السوء ويجنبك كيد الشيطان ويقيك شر نفسك الأمارة بالسوء، فإن الدعاء من أعظم الأسلحة في تحصيل المطلوب وتجنب المرهوب، والقلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، وعليك بملء وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك مما تتجنب بها شرور هذه الشهوات، فأشغل نفسك بطلب العلم النافع وحفظ القرآن ونحو ذلك من معالي الأمور، وصاحب أهل الخير والصلاح ممن يعينونك على الطاعة ويحثونك على مرضات الله، فيذكرونك إذا نسيت وينبهونك إذا غفلت، وأما فتنة النساء فتلك فتنة خافها النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وحذرهم إياها، فعليك بمدافعتها بالوسائل المشروعة، فإن كنت قادرا على الزواج فبادر به، وإلا فاستعن بالصوم وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب العاجزين عن طول النكاح، وأكثر من الدعاء بصلاح القلب وأن يشفيه الله تعالى من مرضه ذاك، ولا تعرض نفسك لمواقع الفتن بالنظر المحرم، أو الكلام المحرم، فإن الصبر عن النظر ونحوه أيسر وأحمد عاقبة من معالجة آثاره، نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني