الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد يبتلى المسلم الملتزم بفعل المعاصي

السؤال

هل يمكن أن يبتلى المسلم بمعصية كأن يكون ملتزما يصلي ويصوم ويقرأ القرآن، ولكنه ينظرإلى صور محرمة أو يكذب؟ وهل يعتبر الله قد طبع على قلبه تلك المعصية رغم أنه يجاهد نفسه كي يقلع عن ارتكاب هذا الذنب أو المعصية، ولكنه كلما تاب عاد إليها مرة أخرى؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن الوارد أن يبتلى المسلم بفعل المعاصي مع مداومته على الصلاة والصيام وغيرهما من الطاعات، فعن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أن رجلا اسمه عبد الله ـ يلقب حمارا ـ كان يُضحك النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يوتى به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله. رواه البخاري.

ولكن الواجب على من ابتلي بهذا أن يتنبه لأمرين:

الأول: أن يجاهد نفسه مرارا وتكرارا حتى ينتهي عن هذه المعصية، أما أن يسترسل فيها بحجة أنه قد طبع على قلبه فيها فهذا من تلبيس الشيطان، فإن تاب منها ثم رجع فليحدث توبة أخرى وهكذا، ويراجع للفائدة الفتوى رقم: 66163.

الثاني: أن يراجع نفسه في قيامه بالواجبات، فإن التفريط في القيام ببعض الواجبات قد يكون سببا في فعل بعض المعاصي، كما قال تعالى: فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ {المائدة: 14}.

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى: أن ترك الواجب سبب لفعل المحرم، قال تعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ـ فهذا نص في أنهم تركوا بعض ما أمروا به فكان تركه سببا لوقوع العداوة والبغضاء المحرمين، وكان هذا دليلا على أن ترك الواجب يكون سببا لفعل المحرم كالعداوة والبغضاء. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني