الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الأولى تحصيل العلم أم طاعة الوالدين؟

السؤال

أنا مسلم من جمهورية أوسيتنيا الشمالية القفقازية في روسيا الاتحادية، أسكن في هذه البلد التي لا يوجد فيها علماء إسلام، وأعيش مع والدتي المطلقة من أبي، وأنا ابنها الوحيد، فهل يجوز لي أن أسافر لطلب العلم، وأترك والدتي، إذا كانت هي لا تمانع؟ مع العلم أن والدي ووالدتي أحياء، ولها أخًا يعيش مع عائلته في نفس البلد؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا، ولكم الثبات على دينه، وجزاك الله خيرًا على برك بأمك، وعلى حرصك على العلم الشرعي، وحيث إنك لا تخشى على أمك الضيعة أثناء سفرك؛ لوجود من يقوم على شؤونها، وكذلك الحال بالنسبة لأبيك، وهما لا يمانعان من سفرك لطلب العلم، فإنه يجب عليك السفر لذلك متى ما قدرت عليه؛ لأن الأمر أصبح متعينًا عليك؛ إذ لا يوجد في بلدك من أهل العلم أحد، كما قلت.

بل نصّ بعض أهل العلم أن طلب العلم، وإن كان كفائيًّا -ولم يمكن تحصيله في نفس البلد-، فإنه لا طاعة للوالدين في ذلك، ما لم يخشَ عليهما الضيعة، قال الطرطوشي -رحمه الله-: لو منعه أبواه من الخروج للفقه، والكتاب، والسنة، ومعرفة الإجماع والخلاف، ومراتبه، ومراتب القياس، فإن كان ذلك موجودًا في بلده، لم يخرج إلا بإذنهما، وإلا خرج، ولا طاعة لهما في منعه؛ لأن تحصيل درجات المجتهدين، فرض كفاية. انتهى.

وننصحك بالسير في طلب العلم بخطواته المبينة في الفتوى: 4131.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني