الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفلت من التكاليف الشرعية بحجة أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مرحومة

السؤال

الله يجازيكم بخير. عندي سؤال بسيط وهو أني ولله الحمد كلما أريد أن أنصح شخصا معينا في أمر من أمور الدين يقول لي إن أمة محمد صلى الله عليه وسلم مرحومة. فكيف أناقشهم جزاكم الله خيرا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يقوله هذا الرجل كلام حق، ولكنه قد يراد به هنا باطل، لأن الظاهر من كلام الشخص المذكور أنه يريد التفلت من التكاليف الشرعية استنادا إلى هذا المعنى الحق. وهذا من مكر الشيطان به وتزيينه له، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وهو من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أتقى الخلق لربه وأطوعهم له وأكثرهم خوفا منه، وكان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه، وعند ما يعاتب في ذلك يقول: أفلا أكون عبدا شكورا.

وأفضل الخلق بعده أصحابه رضوان الله عليهم، وكانوا - على ما هم عليه من رضوان الله عليهم - أحرص الناس على طاعة الله سبحانه، وأكثر الناس مسارعة إلى مرضاته، وأبعدهم عن ما يسخطه. فلا يصح أن يحمل الرجاء في رحمة الله تعالى الإنسان على التفريط في جنب الله عز وجل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني