الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التعليق بقول: صمت دهرا ونطق كفرا

السؤال

ما حكم التعليق بـ: صمت دهرا ونطق كفرا ـ على قول شخص صمت طويلا، ثم نطق بقول ليته ما نطق به، مع العلم أن المعلق لا يعتقد ولا يقصد أن هذا القول كفر، فضلا عن أن يعتقد كفر صاحبه، وإنما هو مجرد مثال يستعمل؟.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر أنه لا حرج في استعمال هذه العبارة ـ إن شاء الله ـ لأنها جرت مجرى الأمثال، وصار المراد منها معنى عاما خلاف ما دل عليه لفظها، واستعمال هذه الأمثال فاش في لغة العرب فينقل المثل عن معناه الذي يدل عليه اللفظ إلى المعنى الأعم.

يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله: قال تعالى: كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ {المائدة : 64} ـ فهذا اللفظ أصله أن المحاربين يوقدون نارا يجتمع إليها أعوانهم وينصرون وليهم على عدوهم، فلا تتم محاربتهم إلا بها، فإذا طفئت لم يجتمع أمرهم، ثم صار هذا كما تستعمل الأمثال في كل محارب بطل كيده، كما يقال: يداك أوكتا، وفوك نفخ ـ ومعناه أنت الجاني على نفسك، وكما يقال: الصيف ضيعت اللبن ـ معناه: فرطت وقت الإمكان، وهذه الألفاظ كان لها معنى خاص نقلت بعرف الاستعمال إلى معنى أعم من ذلك، وصار يفهم منها ذلك عند الإطلاق لغلبة الاستعمال، ولا يفهم منها خصوص معناها الأول كسائر الألفاظ التي نقلها أهل العرف إلى أعم من معناها. انتهى.

ومع هذا، فإن تجنب استعمال هذه العبارة قد يكون أولى وأفضل لما تشتمل عليه من الإيهام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني