الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم إنكار المنكر معصية وليس كفرا

السؤال

أنا إنسانة عندي وسواس الكفر. سؤالي: مثلا إذا كان أحد يتكلم معك عن شيء أنت تعلم أنه حرام، ومؤمن أنه حرام، لكن لم تقل للشخص ذاك أن الشيء ذاك حرام، بل قلت له أنت تساعد الناس، أو مثلا بنت أتت لي وقالت لي كيف ترين لباسي، وقلت لها لباسك جيد، واللباس هذا كله فتنة، لأن الناس لا يقبلون النصيحة ولا يقبلون أن تقول لهم أن ما تفعلونه حرام. هل هذا يدخل في الكفر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ينبغي هو تجنب الوسوسة في جميع الأبواب، وخاصة ما يتعلق بباب الكفر، فإن الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب يوقع في شر عظيم.

ثم اعلمي أن الواجب على المسلم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر حسب استطاعته، ولا يضره ألا يستجيب الناس له أو يعرضوا عن نصحه إذا فعل ما عليه، وبين لهم الحق، وأرشدهم إلى الصواب، فإن كتم الحق حال تعينه عليه وترك النهي عن المنكر لم يكن بذلك كافرا، وإنما يكون عاصيا متعرضا للوعيد، قال تعالى: وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:24}. وقال تعالى: وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ {آل عمران:187}. والآيات والأحاديث في هذا كثيرة.

وبهذا تعلمين أن تركك إنكار المنكر، وسكوتك على ما ترينه من الباطل لا يعد كفرا، وإن فرض وجوبه وتعينه عليك، فغاية ما في الأمر أن تكوني مرتكبة لمعصية من المعاصي لا متلبسة بمكفر من المكفرات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني