الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاستعانة بالصبر والدعاء عند الابتلاء بتأخر الزواج

السؤال

أنا فتاة عمري 25 سنة ومشكلتي في كوني أريد العفاف، ولكن لا أحد يتقدم لي، مع أنني محافظة ومحجبة ـ ولا أزكي نفسي ـ وجميع أخواتي غير متزوجات وهن 6 ويكبرنني أختنق من هذا الأمر وأسجد لله وأبكي طويلا فهل يمكن سيدي لفتاة أن تعيش على هذا الحال؟ أؤمن بأن الزواج نصيب والله بيده كل شيء، ولكن أنا بحاجة للحب كأي فتاة أشعر بنار تكويني كلما رأيت زوجين، أقول ماذا أفعل؟ أحيانا أصبر وأحيانا يفيض بي الكيل وكل الناس يقولون إن عندنا سحرا، فالأمر غريب ولا واحدة منا يتقدم إليها أحد مع أن شكلنا ـ ولله الحمد ـ مقبول تعبت تعبت تعبت كثيرا والله لا أريد الحرام ولم أجد الحلال، وكلامي هذا ليس ضعفا في إيماني، ولكن ضعف في نفسي فتيات أصغر مني بكثير تزوجن، أخاف أن أضعف في يوم من الأيام وأخاف أن أصل إلى سن أخواتي وأبقى بدون زواج أتعذب كثيرا من أجلهن ومن أجل نفسي، وكلام الناس يعذب، لماذا لم تتزوجن إلى الآن؟ ماذا أفعل؟ أعتذر ولكن كلمة اصبري تعذبني فأنا فتاة وهناك الكثير من المثيرات حولي أخاف على نفسي كثيرا أغبط صديقاتي عندما يتصل بهن أزواجهن ويسألون عنهن، والله إنني أكتب إليكم وقلبي يتمزق من الألم، وبهذه الرسالة أدعوكم بعد الرد، أستحلفكم بالله الدعاء لي ولأخواتي في مجالسكم عسى أن يكون بينكم من لا يرد له الله مسألة، وأعتذر عن إطالتي، وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكرك أولا على ثقتك بنا وكتابتك إلينا ونسأل الله تعالى أن ييسر لك ولأخواتك رجالا صالحين ترزقن منهم أبناء صالحين تقر بهم الأعين, وذلك على الله يسير، والزواج رزق كغيره من الأرزاق, فمن قدر لها فسيأتيها ـ بإذن الله تعالى ـ فمقاليد الأمور بيديه، فوصيتنا لكن بالاعتصام به وصدق التضرع إليه مع الرجاء وحسن الطلب، وراجعي آداب الدعاء في الفتوى رقم: 23599.

وتأخر الزواج كغيره من البلاء دواؤه الصبر وهو خير ما يتسلى به المؤمن والمؤمنة, ومن هنا فلابد من الوصية به والتأكيد عليه ففيه ما فيه من خير الدنيا والآخرة, وراجعي النصوص الدالة على فضله بالفتوى رقم: 18103.

وأما كلام الناس فلا تشغلن أنفسكن به ولا تلتفتن إليه، وهنالك أسباب ينبغي أن تبذل في سبيل البحث عن الأزواج غير الدعاء ـ كالاستعانة بالثقات من الأقارب والصديقات ـ هذا مع العلم بأنه لا حرج على الولي في عرض موليته على الأزواج, وكذا الحال بالنسبة للفتاة أن تعرض نفسها على من ترغب في زواجه منها بشرط أن تراعي الضوابط الشرعية في الحشمة والأدب، وراجعي الفتوى رقم: 18430.

وأما السحر: فقد لا يكون هو السبب في تأخير الزواج, ولو غلب على الظن أن يكون هو السبب فعلاج السحر ميسور ـ بإذن الله تعالى ـ ويمكنك مطالعة الفتوى رقم: 131865

ونوصي بالحرص على كل ما يمكن أن يعين على العفاف والبعد عن أسباب الفتنة ومثيرات الشهوة، وانظري الفتوى رقم: 34932.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني