الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مات أبوها وادعى عمها بأنه مخول بالتصرف في مالها حتى تكمل واحد وعشرين عاما

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 19سنة، توفي والدي وأخي الوحيد قبل فترة ولم يبق لي سوى والدتي التي تسيء معاملتي جدا جدا جدا حيث سببت لي ضررا كبيرا نفسيا وجسديا ويتولاني شرعاً عمي ـ أخو أبي ـ ولكنه الآن يجبرني على الزواج من ابنه وإلا فسوف يرجعني إلى بيت والدتي كـنوع من التهديد، لأنني في بيت والدتي لا ألقى سوى التحرش من زوجها وهي ترى بعينها وراضية بذلك وأنا حالياً أقيم في بيت خالتي التي أيضا تجبرني على الزواج بابن عمي الذي لا أريده أبدا، مع العلم بأنني أملك مبالغ مالية كبيرة ورثتها من والدي ولكن لم أرها أبدا، لأن عمي هو الذي يتولى هذه الأمور، وحقيقة لا أدري هل سرقني أم هو حافظ لأموالي؟ لأنه أتاني وقال إن المحكمة قالت لن نعطي الوارثة الأموال إلا بعد ما تكمل 21 سنة وسوف تبقى عند عمها وأيضا لسبب أنها تتعالج لدى دكتور نفسي؟ ولدي سؤالان وآمل إفادتي أكثر لو كان بالإمكان:
1ـ ماذا أستطيع أن أعمل كي أخلص نفسي من هذه الورطة؟ وهل يحق لي طلب الولاية على نفسي؟ مع العلم بأنني أتعالج لدى دكتور نفسي؟ وإذا تقدمت بدعوى لدى المحكمة، فمن يستطيع أن يكون محرما لي وأستطيع توكيله في أي قضية؟ مع العلم بأن أكثر شخص متعاون معي هو أخي من الرضاعة؟.
2ـ هل كلام عمي صحيح؟ بأنني يجب أن أنتظر إلى حين أبلغ 21 سنة كي آخذ إرثي؟ وما رأي الشرع في هذا الكلام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كان الحال ما ذكرت من أن والدتك تسيء معاملتك فهذا أمر منكر ومستغرب، وذلك لأن الأصل في الأم الشفقة على ابنتها، وعلى كل فإننا ننصحك بالصبر عليها وأن تكثري من الدعاء لها بالخير والصلاح ويجب أن تكوني على حذر من أن تقع منك إساءة إليها، فإن برها واجب وإن أساءت، وراجعي الفتوى رقم: 21916.

وإن صح ما ذكرت من أن زوج أمك يتحرش بك فهو مسيء مرتكب لما حرم الله تعالى، ومن المستغرب المستنكر شرعا وعادة أن تكون أمك راضية بذلك وخاصة إن كان المقصود بذلك التحرش الجنسي، ويجب عليك في هذه الحالة أن تعامليه معاملة الأجنبي فلا تضعي الحجاب عنده ولا تمكنيه من الخلوة بك، وراجعي الفتوى رقم: 78360.

وأما فيما يتعلق بنصيبك من الميراث فلا ندري على أي أساس صار عمك مسئولا عن مالك، وعلى كل حال فإن كانت المحكمة الشرعية هي التي سلطته عليه وأمرته بالاحتفاظ به إلى تلك السن فهو غير متعد ومعه الحق، لكن يجب عليه أن ينفق عليك من مالك بالمعروف ولا يضيق عليك، وعلى هذا الافتراض فلا داعي لرفع القضية للمحكمة وتوكيل شخص آخر، وأخيرا ننصحك بقبول ابن عمك المتقدم لك ما دام ذا خلق ودين ولم يكن فيه نقص كبير تتضررين منه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني