الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضوابط رواية القصص في مجال الترغيب والترهيب

السؤال

تذكرت قول قائل في بعض الكتب الإسلامية القيمة التي كنت قرأتها وما فيها من الوعظ والفوائد: أنه ينادي من رآني فلا يظلمن أحدا. وكانت قصة هذا الرجل أنه قد استجيب في رجل صالح كان قد دعا الله عليه في قطع يده، فقطعت لأنه أطلقها في سرقة رزقه الذي كتبه الله عليه، وكان ببركة دعائه أنه قد أجيب الرجل دعوته حتى ناله ما نال، وقصة أخرى أن رجلا من أهل البصرة بات وعنده جار سوء، فرأى في المنام أن الرسول أمره بسكين ليذبحه، والله أعلم، فلما أفاق بلغه أن الجار السوء قد مات مقتولا وفي عنقه ضربة سكين، وفي جبينه مكتوب يا عدو الله، ومثل هذه الروايات أرى أنها من خوارق العادات، ولا يحظى بها إلا من أراد الله به خيراً، وكان سنده في كل شيء. هل ينبغي الجزم بصحة هذه الروايات، وأنها حقيقة، وأنها حصلت بالفعل في زمن استشرى فيه الظلم وعطل الدين عن مقاصده؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما القصة الأولى فقد ذكرها الحافظ الذهبي في كتابه (الكبائر) وذكرها ابن حجر الهيتمي في كتابه (الزواجر) كلاهما ذكرها بدون سند.

وأما القصة الثانية فلم نطلع عليها، ولكنا على كل حال نقول: لا بأس بذكر هذه القصص في معرض الترغيب والترهيب، لكن دون القطع بصحتها ما دامت لم تثبت من طريق صحيح، وينبغي ذكرها حينئذ بصيغة من صيغ التمريض كـ (يحكى) أو (يروى) ونحو هذه الألفاظ، أو تنسب إلى من ذكرها فيقال مثلاً (ذكر الذهبي في كتابه الكبائر كذا وكذا)، والأولى الإعراض عن هذا كله والاقتصار على ما ثبت من أحاديث صحيحة وأخبار موثوقة عن السلف وغيرهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني