الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدود تصرف القائم على مال اليتامى

السؤال

لقد ربتنا أمي أخي وأنا منذ ولادتنا لوحدها دون مساعدة من والدي، لأنه يسكن بالأردن مع زوجته الأولى وأولاده، كان يزورنا كل سنة أو سنتين مرة، ولم يكن يصرف على البيت، إلا أحيانا عندما يحتاج أحدنا لدخول المستشفى، وعندما كبرنا حاولنا جاهدا التعرف بإخوتنا إلا أنه لم يسمح لنا، وهكذا عشنا نحن في لبنان وهو في الأردن، ولم يزرنا منذ 15 عاما، ومنذ 4 أشهر توفي أخي الذي لا يملك من المال شيئا، توفي بعد ثلاث سنوات من المرض، تاركا زوجته وابنته وابنه القاصرين في بيت والدتي لترعاهم، أمهم تعمل ولكن منذ أشهر لم تحصل على أجر بسبب بعض المشاكل في العمل، وهكذا فإن الأسرة تعيش على ما كان لدى والدتي من مال مدخر من عملها الخاص، وبعض الأموال التي أعطاها إياها الجيران وأخوالي بعد وفاة أخي، أبي جاء وحضر الدفن وغادر ولم يسأل بعدها لا هو ولا أخي الأكبر من غير أمي، وحتى هذا اليوم لم يسأل ولم يهتم ولا أظنه فاعلا، هناك أشخاص يعطون والدتي المال يقولون هو للأطفال، ومنهم من يكون قاصداً المنزل، ولكن يخجل فيقول للأطفال، ومنهم من يدفع كل شهر للأطفال، هي تعتبر ما هو قادم كل شهر بشكل ثابت على أنه كفاله لهم، ولا تصرف منه بل تحفظه، والمال القادم لمرة واحدة تجعله مصروفا لهم، فيكون للمأكل والمشرب وبعض الحاجات والفواتير مثل الكهربا والماء وغيرها، وهي تأكل معهم كما يأكلون معها من مالها، سؤالي هنا هل ما تفعل صحيح؟ وكيف يجب أن تنفق عليهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يدفعه بعض الناس لهؤلاء الأطفال يصير ملكاً لهم فينفق القائم عليهم منه بالمعروف، ويحفظ لهم ما يزيد على نفقتهم.. وأما ما يدفع للأسرة فهو لمن يقصده الواهب بهبته، ولو قال إنه للأطفال ما دام معلوماً أنه لا يقصد الأطفال وإنما يقصد الجميع، لأن العبرة في العقود بالقصود والمعاني لا بالألفاظ، وإذا كانت أمك محتاجة فلها أن تأكل مع الأولاد من مالهم، وأما إن كان عندها ما يكفيها فعليها أن تأكل من مالها وتترك مال الأولاد لهم، قال الله تعالى: وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ... {النساء:6}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني