الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية معاقبة النفس بإلزامها بفعل شيء من الطاعات

السؤال

إني أحاول الالتزام، ولم يبق لي من الإصرار على المعاصي إلا التدخين، وأنا أجاهد نفسي، وقد بدأت بترك التدخين تدريجيا، الآن أدخن أربعة عشر سيجارة في اليوم، وكل ثلاثة أيام أنقص سيجارة حتى أتركه كليا بعد شهر ونصف، إن زدت عن هذا المقدار في اليوم أعاقب نفسي بساعة أو ساعتين من تكرار القرآن، ووجدت تحسنا كبيرا، فهل يجوز المواصلة في عقاب نفسي بهذه الطريقة، وكذا في باقي الطاعات؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي يظهر - والعلم عند الله - جواز معاقبة النفس بإلزامها بفعل شيء من الطاعات، ويدل على ذلك فعل بعض السلف، فقد ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبد الله بن وهب أنه كان يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنساناً أن أصوم يوماً فأجهدني، فكنت اغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنساناً أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة. انتهى.

ولكنا ننبهك أن الواجب عليك أن تبادر بترك التدخين مرة واحدة، فإنه من الخبائث كما بيناه في الفتوى رقم: 1819، والخبائث محرمة، والحرام منهي عنه، وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجتنب المنهي عنه جملة واحدة، وذلك بقوله كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني