الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخذ من مال أمه بدون علمها وماتت.. فماذا يفعل

السؤال

أريدكم أن تفتوني أو تنصحوني على هذه القصة: كانت لدي والدة مدرسة، وكانت تضع فلوسا للمدرسة في حقيبتها، وكنت إذا أردت نقودا أخذت دون علمها، وكانت تقول من أخذ نقودي فأقول لا أدري، وكانت تغضب فهي دائما تقول هذه الفلوس ليست لي بل لكم، أخبروني إذا أخذتم شيئا، وقدر الله أن يصير لنا حادث على طريق سفر وتوفيت الوالدة رحمة الله عليها، وأنا خائف أنها لم تسامحني بالوقت الذي صار لنا حادث كانت على وعيها وكانت تتشهد، وأخبرت أبي بالموضوع فقال لي يمكن حللت الجميع. فأنا أريد منكم الفتوى أو النصيحة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنك قد ارتكبت خطأ بأخذك فلوس والدتك دون علمها وإذنها، وأخطأت أيضاً بالكذب والإنكار، وعليك التوبة من ذلك، وفي الحديث: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه . رواه مسلم . وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفسه منه . رواه أحمد . وصححه الألباني في إرواء الغليل.

وعن عائشة قالت: يأكل الرجل من مال ولده ما شاء، ولا يأكل الولد من مال والده إلا بإذنه.. وعن سعيد بن المسيب قال: يأكل الوالد من مال ولده ما شاء، ولا يأكل الولد من مال والده إلا بطيب نفسه . رواهما ابن أبي شيبة في المصنف.. ويجب عليك رد هذا المال إن لم تكن والدتك قد ملكتك منه، وبوفاة والدتك ترد هذا المال إلى ورثتها، لما في الحديث: على اليد ما أخذت حتى تؤديه . رواه أحمد وابن ماجه والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي .. وإذا خشيت من علم الورثة بما فعلت فيمكنك أن ترده إليهم وتقول لهم هذا المال كان ديناً للوالدة علي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني