الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموكل في البيع يؤدي جميع الثمن لموكله

السؤال

أجدد شكري لكم على هذا الموقع الرائع الذي أعتقد بحق أنه أفضل المواقع الإسلامية، وسؤالي لكم بخصوص قطعة أرض تملكها والدتي، وقد عرضتها للبيع، وفي منطقتها يتم البيع عن طريق شخص واحد يتم بيع جميع أراضي المنطقة بواسطته، المهم قطعة الأرض مساحتها 400 متر وهذا الشخص دفع لها 115 دينارا في المتر وعند توقيعها للعقد اكتشفت أن المشتري قد دفع لهذا الشخص 120 دينارا في المتر الواحد ـ أي ربح منها ما يقارب 2400 دينار ـ فهل عملية البيع هذه سليمة؟ وهل يجوز له أخذ هذا المبلغ؟ وهل على والدتي أي إثم؟ ولكم منا جزيل الشكر على ما تقدموه وأجدد شكري لكم وبارك الله لكم في وقتكم وعملكم ونفع بكم أمة الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت والدتك قد وكلت الرجل في بيع أرضها ولما باعها أخبرها بثمن أقل مما باع به الأرض، ليأخذ الزائد لنفسه فلها مطالبته بجميع الثمن الذي باع به الأرض ويلزمه أداؤه إليها، لأن الوكيل مؤتمن على ما تحت يده ويجب عليه أن يتصرف بما فيه مصلحة الموكل، فأخذ هذه الزيادة خيانة وأكل لأموال الناس بالباطل، والدليل على ذلك ما ثبت من حديث عروة بن الجعد البارقي: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه دينارا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار وجاءه بدينار وشاة فدعا له بالبركة في بيعه. رواه البخاري.

وعند أحمد: فقلت: يا رسول الله؛ هذا ديناركم وهذه شاتكم، فأخذ منه الدينار ولم يرده عليه.

فدل على أنه لا يملكه، وإنما هو لمن وكله في البيع، وبالتالي فإن كان المقصود هو ما ذكرناه، فالبيع صحيح وعلى الرجل الموكل في البيع أداء الباقي من الثمن إلا أن تبرئه الأم منه، أما إن كانت قالت له بع بـ 115دينارا فما زاد فهو لك، فإنه يستحق تلك الزيادة ويعتبر أجره على عمله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني