الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم عمل برنامج لمكتبات تحتوي بعض كتب مخالفة للشرع

السؤال

أنا طالب في جامعة تخصص إعلاميات، وهذه هي السنة الأخيرة ـ بإذن الله ـ ولكن قبل الحصول على الدبلوم طلبوا مني أن أصنع لهم برنامجا لإدارة المكتبة الخاصة بالجامعة، ودور هذا البرنامج هو تسهيل عملية حجز الكتب عبر عرض الكتب الموجودة في المكتبة وتمكين الطلاب من حجزها عبر الإنترنت بعدما كان يتوجب عليهم الحضور لعين المكان للقيام بعملية الحجز, وأثناء تفحصي لقاعدة البيانات الخاصة بالمكتبة فوجئت بوجود كتاب بعنوان: تأملات في الإسلام السياسي ـ لكاتب علماني، في حين أن محتويات الكتب الأخرى هي علمية على ما يبدو، لكنني أخشى أن تكون هناك كتب أخرى فيها مخالفات شرعية، والأمر حيرني كثيرا ولا أدري ماذا أصنع؟ وهل يجوز لي أن أستمر في تطوير هذا البرنامج؟ وماذا إن أمكنني حذف هذا الكتاب من قاعدة البيانات؟ وهل أنا مسئول عن الكتب التي قد يضيفها العاملون في المكتبة بعد أن أسلم لهم البرنامج؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن حال أكثر المكتبات العامة في هذا العصر على هذا النحو المذكور من اختلاط الكتب ما ينفع منها بما يضر، وما يوافق الشريعة بما يخالفها، وكذلك لا يخفى أن كتب أهل الباطل على اختلاف أنواعها ودرجاتها يحتاجها أهل العلم المتخصصون في أبحاثهم ودراساتهم، لمناقشتها والرد عليها، وبيان حال ما تحتويه من أفكار، وإذا كان الأمر كذلك فلا حرج على السائل الكريم في عمل هذا البرنامج، حتى وإن كان من المحتمل أن يستعين به أحد المستخدمين في الوصول إلى كتب فيها مخالفات شرعية، فإن الأصل هو جواز عمل ما يمكن استعماله في الحلال والحرام، وراجع الفتوى رقم: 147127

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني