الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ترك المشاريع في شعبان خوفا من فشلها يعد من الطيرة

السؤال

هل القيام ببعض المشاريع في شهر شعبان مكروه، أو لا ينجح ولا يكلل بخير، كبناء منزل، أو شرائه، أوزواج؟ وهل هناك في السنة ما يؤكد ذلك؟ أم هذا الزعم مجرد افتراء؟ أعانكم الله على ما فيه خير هذه الأمة وسدد خطاكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعـد:

فلا ريب في بطلان هذا الزعم ونكارته، وأنه من الطيرة التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم وحذر منها ففي الصحيح من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا طيرة.

وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في صفة السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون. متفق عليه.

وفي السنن من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الطيرة شرك ثلاثا.

والأحاديث في هذا كثيرة.

قال في معارج القبول ما ملخصه: وأما الطيرة: فهي ترك الإنسان حاجته واعتقاده عدم نجاحها تشاؤما بسماع بعض الكلمات القبيحة كيا هالك، أو يا ممحوق ونحوها، وكذا التشاؤم ببعض الطيور كالبومة وما شاكلها إذا صاحت قالوا إنها ناعبة، أو مخبرة بشر، وكذا التشاؤم بملاقاة الأعور، أو الأعرج، أو المهزول، أو الشيخ الهرم، أو العجوز الشمطاء، وكثير من الناس إذا لقيه وهو ذاهب لحاجة صده ذلك عنها، وكثير من الناس يتشاءم بما يعرض له نفسه في حال خروجه كما إذا عثر، أو شيك يرى أنه لا يجد خيرا، ومن ذلك التشاؤم ببعض الأيام، أو ببعض الساعات كالحادي والعشرين من الشهر وآخر أربعاء فيه ونحو ذلك، ومن ذلك التشاؤم بوقوع بعض الطيور على البيوت يرون أنها معلمة بشر، وكذا صوت الثعلب عندهم، ومن ذلك الاستقسام بتنفير الطير والظباء، فإن تيامنت ذهبوا لحاجتهم وإن تياسرت تركوها، وهذا من الاستقسام بالأزلام. انتهى.

وإذا علمت هذا، فاعتقاد أن العمل في شعبان لا يكلل بالنجاح هو من هذا الباب المنهي عنه، والواجب على المسلم أن يعتقد أنه لا يأتي بالحسنات إلا الله، ولا يدفع السيئات إلا الله، وأن يتوكل على الله في أموره كلها، وأن لا تصده تلك المعتقدات الباطلة عن حاجته. وللفائدة انظر الفتوى رقم: 140525، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني