الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حد لأكثر الطهر بين حيضتين

السؤال

أنا سيدة عمري 48 سنة، لدي 8 أبناء، وقبل سنتين تعرضت لنزيف أثناء الدورة، وأجريت عملية غسيل للرحم، وبعدها بسنة بالضبط تعرضت لنزيف مرة أخرى، وأيضاً وأجريت عملية غسيل للرحم، والآن الدورة غير منتظمة لدي، فهي تأتي كل ثلاثة أشهر، أو شهرين، أو أربع ، دون تاريخ محدد وأحياناً ينزل سائل زهري اللون لعدد من الأيام يكون ذا رائحة وأحياناً لونه بني، والطبيبة أخبرتني أنني سأستمر على هذا الوضع حتى تنقطع عني الدورة الشهرية، ويجب أن أتعود على ذلك، وسؤالي هو: كيف أستطيع أن أقوم بأداء الصلاة وأنا لا أعرف إذا كانت في وقت الدورة أو لا؟ وكذلك الصيام ونحن مقبلون الآن على شهر رمضان المبارك؟ والسؤال الثاني: أنا أصوم الإثنين والخميس والأيام البيض، فأيهما أفضل في المواظبة عليه؟ علماً بأنني أحياناً أفطر إذا كان لدي مواعيد مستشفى، أو مشاوير أقضيها، فأكون متعبة جداً خصوصاً في فصل الصيف، وأشعر بتأنيب الضمير لأني أفطرت لحاجة دنيوية، ولكن فعلا أكون متعبة ولا أستطيع أداء باقي الواجبات خلال اليوم، فهل علي ذنب في ذلك؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

فالواجب عليك حال انقطاع الدم هو أن تصلي وتصومي، ولك في تلك المدة جميع أحكام الطاهرات وإن طالت؛ لأن أكثر الطهر بين الحيضتين لا حد له إجماعا، وانظري الفتوى رقم: 155853

فإذا رأيت الدم فإنك تعدين نفسك حائضا ما لم تتجاوز مدة أيام الدم وما اتصل به من صفرة، أو كدرة خمسة عشر يوما ـ والتي هي أكثر مدة الحيض ـ فإن تجاوزت مدة الدم خمسة عشر يوما فقد تبين أنك مستحاضة، وقد بينا في فتاوى كثيرة ما يلزم المستحاضة فعله، وانظري الفتوى رقم: 156433

وللفائدة حول ضابط زمن الحيض انظري الفتوى رقم: 118286

وحول حكم الصفرة والكدرة انظري الفتوى رقم: 134502

وأما محافظتك على صوم الإثنين والخميس وأيام البيض فهو فعل حسن تؤجرين عليه ـ إن شاء الله ـ وننصحك بالمداومة عليه ما أمكنك، فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها، ولا حرج عليك في أن تفطري في بعض هذه الأيام لا سيما إن احتجت لذلك لتعب أو نحوه، ولا إثم عليك في ذلك، فإن صوم هذه الأيام مستحب لا واجب، ولو قضيت ما تفطرينه منها في غير هذه الأيام لكان حسنا، لئلا تتساهلي في فعلها، ويكون ذلك أدعى إلى مواظبتك عليها.

وأما المفاضلة بين صيام أيام البيض وصيام الإثنين والخميس: فلم نجد من تعرض لها من العلماء بحسب اطلاعنا، وقد يظهر أن المواظبة على صيام الإثنين والخميس أفضل، لما في ذلك من كثرة العمل فهو يتضمن صيام ثلاثة أيام من الشهر وزيادة، والله تعالى لا يضيع أجر المحسنين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني