الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من علامات محبة الله تعالى للعبد

السؤال

لقد كنت أسمتع للأغاني يوميا، وأحمل المزيد يوميا، لقد كنت أصلي لكن بدون قلب يخشع، وكنت أخاف من يوم القيامة خوفا شديدا، لكن الآن والحمدلله أصبحت أكثر قربا من الله تعالى، وأسارع لعمل ما يرضيه، وخففت من الأغاني بنسبة 90%- لا أستطيع أن أقول إني انقطعت عنها- و دائما أدعو الله أن يهديني، وأقرأ القرآن، لكن الآن أشعر بأن قلبي قد مات ! لأني لم أعد خائفة من يوم القيامة! أنا خائفة من أهواله، لكني أشعر بأني أستعد لملاقاة الله عز و جل، فيقل خوفي لكن كلما أقول هذا لأحد من صديقاتي يتفاجأن و يقلن لي إني بعيدة عن الله وما إلى ذلك، لكني أظن أن الأمر هو ثقة بأن الله تعالى سيدخلني جناته. فهل ما أشعر به صواب ؟ و كيف أعلم أن الله يحبني ؟ و كيف أتقرب من الله؟ و شكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يجتهد في عبادة ربه تعالى، جامعا في ذلك بين الخوف والرجاء، فيخاف أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وأن يرد عليه سعيه من حيث لا يحتسب، ويرجو فضل ربه ومغفرته ويعلم أنه لا نجاة له بسعيه وعمله، وأن عمله إنما هو سبب لنيل رحمة الله تعالى، وأن النجاة إنما هي برحمته تعالى، فلا يصيبه العجب لعلمه أنه مهما بذل واجتهد فهو مقصر، ولا يركن إلى الرجاء وحده، ولا يعبد الله بالخوف وحده، وقد كان الصالحون كلما اجتهدوا في العبادة كلما ازداد خوفهم، كما أن حسن الظن بالله يستلزم حسن العمل والاجتهاد في مراضيه سبحانه، وقد بينا هذه المعاني التي أجملناهاهنا في فتاوى كثيرة، ونحيلك منها للفائدة على الفتاوى التالية أرقامها: 151803، 143897، 142679.

فعليك أيتها الأخت الفاضلة أن تجتهدي في طاعة ربك تعالى، وأن تتوبي إليه من جميع الذنوب حذر أن يبغتك الأجل قبل تحقيق التوبة، ثم اجمعي في طريق سيرك إلى ربك تعالى بين هذين الركنين اللذين هما الخوف والرجاء، فلا تأمني مكر الله، وتظني أنك استوجبت بعملك شيئا، ولا تقنطي من رحمة الله وتيأسي من روحه، بل تسيئين الظن بنفسك، وتحسنين الظن بربك وتبذلين في الطاعة وسعك.

وأما محبة الله للعبد فعلامتها أن يوفق الله العبد لمراضيه، ويأخذ بناصيته إليه، ويعينه على طاعته، ويقيمه في ساحة عبوديته كما قال بعضهم: إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر أين أقامك.

وأما طريق التقرب إلى الله تعالى فواضح لا خفاء به، وذلك هو لزوم شرعه والاجتهاد في عبوديته، فيتعلم العبد العلم النافع، ويعمل بما تعلمه، ويحافظ على الفرائض، ويفعل ما قدر عليه من المستحبات، ويترك المحرمات، ويجتهد في اجتناب المكروهات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني