الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم إهداء ثواب الأعمال الصالحة للأحياء والأموات

السؤال

أرجو أن أنال جميع الأجوبة لسؤالي: أنا فتاة كنت على علاقة بشاب مسلم من إحدى الدول العربية، والعلاقة كانت على المسنجر وعلى الفيس بوك استمرت شهرا واحدا فقط، وبعدها ذهب لبلاده واستشهد هناك، ورأيت له صورة وهو ملتح، وعليه سيم الصالحين، وكانت العلاقة أننا نتحدث ساعات طوال على المسنجر وعلى الفيس بوك، وتحدثنا صوتيا قرابة الثلاث أو الأربع مرات لمدة لا تتجاوز خمس دقائق في كل مرة، وكان شابا صالحا خلوقا متدينا ـ نحسبه كذلك وربنا حسيبنا أجمعين ـ وأنا خائفة من عذاب الله أن يقع عليه، وأنا التي ذهبت له وتعرفت عليه، وأنا التي كنت آتيه كثيرا وأتحدث معه، وحديثنا كان طاهرا وكان ينصحني كثيرا، لاحظت أنه حدث بيننا استلطاف كبير ويعلم الله أني أحببته لصلاحه ولدينه من كل قلبي، فهل يجوز ياشيخ أن أعتمر عنه كفارة لذنوبي؟ وهل يجوز أن أحج عنه؟ وهل يجوز أن أبني له مسجدا كوقف خيري لوجه الله تعالى ولكي أكفر عن ذنبي، وليجمعني الله به تحت عرشه سجدا يوم لا ظل إلا ظله، وأن نكون ممن أحبوا في الله؟ وهل يجوز أن أستغفر له؟ وهل يجوز أن أخرج صدقات عنه في رمضان مثل إطعام الفقراء وإفطار الصائيمن؟ وهل يجوز أن أخرج صدقة كوقف خيري للملسمين الأموات والأحياء جميعا، وأن أخصه هو بنصيب كبير من تلك الصدقة؟ وهل أتصدق عن المحسنين والمجاهدين من المسلمين ولو كانوا أحياء؟ تبت إلى الله من ذنوب كثيرة، ولكني ياشيخ كنت آتيه كثيرا وكان أحيانا يصدني ويبتعد عني ثم يعود، أفتوني جزاكم الله خيرا فإني في هم كبير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات باب فتنة وذريعة فساد وشر، ودعوى أن العلاقة طيبة والنية صادقة والكلام في حدود الاحترام دعوى زائفة، وانظري في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 1932 110476 9463.
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما كان بينك وبين هذا الشاب أو غيره من علاقة، وأن تجتنبي مثل هذه الأمور، وتحرصي على الوقوف عند حدود الشرع، وتحذري من اتباع خطوات الشيطان والوقوع في حبائله، أما عن حكم إهدائك بعض الأعمال الصالحة لهذا الشاب أو غيره من الأموات فهو جائز، وأما الأحياء ففي صحة هبة الثواب عن الحي خلاف بين العلماء، وقد سبق بيانه في الفتوى رقم: 127127.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني