الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نيل الثواب على ترك الذنوب مترتب على إخلاص النية

السؤال

السلام عليكم ... سؤالي هو:أنا بخيل، ولم أستطع التخلص من البخل، وأخيراً وجدت طريقة للاستفادة من بخلي وهي كتابة قائمة بجميع المعاصي والذنوب التي تبت منها، فنذرت نذراً وكتبته على ورقة فيها أنني إذا ارتكبت ذنباً منها أتصدق بمبلغ 5 دولاراتفأصبح دافعي الآن للإقلاع عن الذنوب هو خوفي من دفع مبلغ 5 دولارات عن كل ذنب وليس الدافع هو الخوف من الله سبحانه وتعالى فهل أنا على حق وهل هذه الطريقة مشروعة علماً بأن هذه الطريقة حفظتني من ارتكاب ذنوب كثيرة كنت أرتكبها من قبل. أفيدوني أفادكم الله.والسلام عليكم

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فتارك الحرام له حالان :
الحالة الأولى : أن يترك الحرام امتثالاً لنهي الله عز وجل عنه، وهذا يظفر بشيئين:
الأول - السلامة من الذنب، والأمن من العقاب المرتب عليه.
الثاني - أجر ترك الحرام لأنه قد نوى التقرب إلى الله عز وجل بهذا الترك، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئ ما نوى" رواه البخاري و مسلم .
والحالة الثانية من حالتي ترك الحرام: أن يترك الحرام تركاً مجرداً عن نية الامتثال لنهي الله عز وجل عنه، وهذا يظفر بالسلامة من الذنب والأمن من العقاب المرتب عليه، ولكنه لا يثاب على هذا الترك لأنه لم ينو بذلك التقرب إلى الله عز وجل.
وعليه، فنقول للأخ السائل: إن تركك الذنوب مفيد لك على كل حال، ولكن الأجر والثواب على هذا الترك مرتبط بصلاح النية، والذي فهمنا من سؤالك أن الباعث الأصلي لك على كل ما قمت به من نذر هو الابتعاد عن الحرام وعلى هذا فتكون قد حصلت الخلال الثلاث: السلامة من الذنب، والأمن من العقاب، وامتثال النهي، فتكون مأجورا إن شاء الله ، وعليك أن تعلم أن أمر هذا النوع من النذر عظيم عند الله تعالى والوفاء به أكيد جداً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني