الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كون من لم تتزوج تُزَوَّج أحد الصحابة في الآخرة لم يرد نص فيه

السؤال

هل صحيح حديث عن الرسول أن البنت التي لم تتزوج في الدنيا تتزوج أحد الصحابة في الآخرة؟ وهل عدم الزواج لهذا السبب (إن كان صحيحاً) يعتبر حراماً حيث لا رهبانية في الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله سبحانه وتعالى إذا مَنَّ على أحد من خلقه بأن أدخله الجنة، فإنه يعطيه كل ما يشتهي وكل ما يحب، قال تعالى: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [الزخرف:71] ، وقال صلى الله عليه وسلم: "فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" .
وعليه، فلا مانع من أن تتزوج البنت في الآخرة مِن مَن تحب وتشتهي، ولكن كونها تتزوج أحد الصحابة أمر لم يرد نص بخصوصه، وقد سبق أن أجبنا على هذا الموضوع برقم: 2369.
كما أن الرجال يتزوجون فيها، قال تعالى: (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) [البقرة:25] .
وأما ترك التزويج لذلك السبب فغير صواب، لأن الزواج من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن تركه فقد رغب عن سنته صلى الله عليه وسلم، وقد قال عليه الصلاة والسلام: "من رغب عن سنتي، فليس مني" متفق عليه.
وخلاصة الأمر: أنه لا ينبغي العزوف عن الزواج بقصد التزوج في الآخرة ولا منافاة بين حصول ذلك في الدنيا وحصوله في الآخرة إذا كان الشخص من أهل الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني