الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

على المسلم الابتعاد عما يثير الشهوة

السؤال

أشكر لكم إتاحة الفرصة لي لطرح استفساري جعلها الله في موازين حسناتكم. أحب أن أطرح سؤالا شغل بالي كثيرا: كنت مدمنا على العادة السرية بكثرة، لكن منذ 3 أشهر تركتها نهائيا، واحتلمت في أول شهرين 3 مرات وآخر شهر لم أحتلم فيه وجلست أوسوس، ودفعني الشيطان للعادة السرية 3 مرات اليوم للأسف، وأخذت عهدا على نفسي أن لا أرجع لها ثانية، وسؤالي هو: في فترة 3 أشهر السابقة تعرضت لموافق كنت فيها لا أشتهي كثيرا وأحيانا في المواقف هذه يحدث انتصاب خفيف للذكر، لكن أمسك نفسي وسألت واحدا فقال لي لا تمسك نفسك، لأن هذا الشيء يضرك كثيرا، والله صرت أوسوس بهذا الموضوع، فهل أنا غلطان؟ وكيف أعوض الفترات السابقة التي مسكت فيها نفسي وأنا في قمة شهوتي؟ لأني طالب في أمريكا وحضنت مرة فتاة وهذا عندهم عادي، لكن أنا اشتهيت كثيرا وحدث انتصاب خفيف ونزل مذي كثير، فما أدري ما ذا أعمل؟ يا ليت تنصحوني هل الذي فعلته غلط أو لا؟ وكيف أعوض؟ وكيف أترك شهوتي في قمتهــا عند اللقاء الجنسي؟ وكيف أتوقف عن العادة ولا أتعرض للشهوات؟ ولكم مني كل الحب والاحترام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستمناء وهو الذي أسميته بالعادة السرية فعل محرم لا يجوز للمسلم الإقدام عليه، ويترتب عليه كثير من الأضرار على المسلم في دينه وبدنه وله عواقبه السيئة، وقد بينا جملة من أضراره بالفتوى رقم: 7170، وقد ضمناها أيضا بعض الوسائل المعينة على التخلص من هذه العادة فراجعها للأهمية.

وهذا الرجل الذي استنصحته فنصحك بأن لا تمسك شهوتك إن كان يعني بذلك أن تمارس عادة الاستمناء فإنه ما نصحك بل غشك، فلا تلتفت إلى مثل هذا الكلام، واجتنب مهيجات الشهوة، ولو قدر أن ثارت شهوتك فأشغل نفسك بالطاعة والذكر ومجالسة أهل الخير واجتنب الوحدة ومصاحبة أهل الفسق، ونوصيك بالسلاح النافع وهو الدعاء بأن تتضرع إلى ربك وتدعوه بهذا الدعاء الذي رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: اللهم إنى أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

وما ذكرت من الوسوسة التي أصابتك فهي من الشيطان، وهو يتسلط على أهل الفسق والعصيان، قال تعالى: ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا { مريم: 83 }.

أي تزعجهم إلى المعاصي وتدفعهم إليها، فاستعذ بالله من شره، فمن استعاذ بالله أعاذه، ولم نفهم ما تعني بالتعويض عما حدث في الفترة السابقة، وعلى كل فلا يجوز لك الاستمناء، ويجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى عما بدر منك في الفترة السابقة سواء بالنسبة للاستمناء أو احتضانك لتلك الفتاة، وكما أسلفنا أنه يجب عليك الابتعاد عما قد يهيج الشهوة لا أن تتعرض لما قد يهيجها، وبذلك يمكن أن تسلم ويسلم لك دينك، وننبه إلى أن المذي نجس يجب غسله من الثوب أو الجسد، وهو ليس كالمني فلا يوجب الغسل ولكن يوجب الوضوء، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 19559.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني