الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشفع المرض لصاحبه ويعصمه من فتنة القبر

السؤال

إلى أي مدى يشفع المرض لصاحبه؟ وهل تسقط الصلاة عن المريض الذي يعاني من غيبوبة كبدية؟ وهل الميت بمرض استسقاء البطن يعد من المعصومين من فتنة القبر؟ وأخيرا أسألكم الدعاء لأمي رحمها الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يغفر لأمك ويرحمها، ثم إن الميت بالمرض المذكور يعد من شهداء الآخرة إن شاء الله، ويرجى له ما يرجى للمبطون من الأجر العظيم، ويرجى أن يكون ناجيا من عذاب القبر بإذن الله، وانظر الفتوى رقم: 111630 .

وقد وردت النصوص الكثيرة بأن المرض من مكفرات الذنوب بإذن الله، ولعل هذا مرادك بشفاعة المرض لصاحبه، ففي الصحيح من حديث أبي سعيد و أبي هريرة رضي الله عنهما عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ.

والنصوص في هذا المعنى كثيرة، وأما مقدار ما يكفره المرض من الذنوب فمرد علمه إلى الله تعالى، وأما من أصيب بالغيبوبة بحيث زال عقله فإنه تسقط عنه الصلاة لأنه في معنى المجنون، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء، وإنما خلافهم هل يجب القضاء على المغمى عليه إذا أفاق أو لا، والثابت عن ابن عمر وهو مذهب مالك والشافعي أنه لا قضاء عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني