الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تكتمل التوبة إلا برد الحقوق إلى أهلها أو استحلالهم منها

السؤال

لي صديق ارتكب من الكبائر الزنا والسرقة وهو متزوج، ويريد أن يتوب، ولكن لا يعلم كم من المال سرق لكثرته، وليس لديه مما سرق غير سيارة فقط، ولا يملك المال ليرده، ولا يستطيع استحلال المال من المسروق منه خشية السجن، فلديه أسرة وطفلتان. مع العلم أنه رجع إلى الله ويداوم على الصلاة في المسجد وأطلق اللحية، وقرر أن يعيش بقية حياته في طاعة الله، فماذا يفعل لكي تكتمل توبته؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لهذا الشخص وأن يتوب عليه، وليعلم ـ هداه الله ـ أن توبته لا تكمل إلا برد الحقوق لأصحابها أو استحلالهم منها، وبغير ذلك فإن توبته ناقصة، وقد بينا في الفتوى رقم: 149083، خلاف العلماء في رد المظالم أو التحلل منها هل هو شرط في صحة التوبة أو هو واجب مستقل يأثم بتركه مع صحة توبته فلتنظر.

وعلى كل، فالواجب على هذا الشخص أن يبادر برد ما بيديه من حقوق الناس، وما عجز عن رده فليبين لهم أنه في ذمته وأنه متى قدر رده إليهم، ولا يمنعنه من ذلك خوف العقوبة الدنيوية فإن العقوبة في الآخرة أشد، ثم إن الغالب على الظن أنه لو استحل أصحاب هذه المظالم ووعدهم برد حقوقهم متى قدر وعلموا منه صحة التوبة فإما أن يحلوه، وإما أن يقبلوا عذره ويرجؤوه حتى يتيسر له رد مظالمهم، وعليه أن يجتهد في الاستغفار مما بدر منه من الكبائر، وأن يجتهد في فعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني