الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق صرف الفتن عن النفس

السؤال

أنا متزوجة ولكني أعجبت بأخي زوجي وأحببته بل وعشقته لحد الجنون وحاولت مراسلته والتواصل معه وصدني بشدة، وأتوب وأرجع للتواصل وألقى الصد منه وأتوب وهكذا، وللعلم كنت أسكن في نفس البيت الذي يسكن فيه أخو زوجي وخرجت لكي أبتعد عنه وأسكن حاليا وحدي مع ابنتي، وزوجي يعمل بعيدا ويرجع فقط في نهاية الأسبوع، أحس بوسواس شديد وأحس بحرقان في صدري عند محاولة التوقف عن التواصل وضيق يدفعني للجنون وأحس بضيق شديد واكتئاب لأنني كنت أتهاون أحيانا في قراءة أذكار الصباح والمساء وحاليا ملتزمة بقراءة أذكار الصباح، وبعد صلاة الفجر وقراءة نصف سورة البقرة بعد صلاة الضحى وقراءة أذكار المساء بعد صلاة العصر ثم تكملة سورة البقرة وبعد كل صلاة أقرأ وردا من القرآن، وأطيل السجود وأدعو الله: اللهم اهد قلبي وحصن فرجي واغفر ذنبي، وأستمر على الاستغفار خلال اليوم من الصباح حتى قبل النوم وأضع خاتم التسبيح بيدي وأستغفر حتى أنام أحس بتحسن كبير جدا، ولكن الوسواس يرجع إلي وبقوة وأحاول عدم مجاراته بشغل نفسي والاستغفار والتعوذ من الشيطان الرجيم أنا خائفة من العودة للتواصل وأخاف أن يغلبني الشيطان، أنا أعلم علم اليقين أنما قمت به كبير جدا ولكن أحس بتعذيب شديد واكتئاب شديد وكذلك بعد كل محاولة أحس بندم شديد وأعذب نفسي على خطيئتي، وبعد أن هداني الله أريد أن يثبتني الله، فماذا أفعل؟ وإلى متى سيستمر هذا الوسواس الذي يعذبني في كل وقت؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد رجعت عن هذا الطريق الخطر ومن الله عليك بالتوبة، فاثبتي على توبتك وأقبلي على ربك وأبشري خيراً، ولا تدعي للشيطان مجالاً ليخذلك ويوهن عزيمتك ويلقي اليأس في قلبك، واقطعي كل صلة لك بهذا الرجل وحولي بين قلبك وبين أي تفكير ولو قل به، ومن أعظم أسباب الوقاية من الرجوع للمعصية صدق الاعتصام بالله والاستعانة به والتوكل عليه في صرف الفتن عن القلب، مع البعد عن أسباب الفتنة، واليقين بأنّه لا حول لك ولا قوة إلّا بالله، فلا قدرة لك على فعل طاعة أو ترك معصية إلّا أن يمنّ الله عليك بالإعانة والتوفيق، وأكثري من الدعاء بإلحاح، فإن الله قريب مجيب، وراجعي الفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني