الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل يزيد الرقاشي وهل يشرع هبة الصيام له

السؤال

سمعت تسجيلا للشيخ عائض القرني باسم حدائق الموت قال فيه: أما يزيد الرقاشي فإنه لما نزل به الموت أخذ يبكي ويقول: من يصلي لك يا يزيد إذا متّ؟ ومن يصوم لك؟ هذه الأسئلة تدور في خلدي وأبكي على نفسي قبل أن يبكي عليها أحد، فحزنت على يزيد ونويت أن أصوم اليوم لله تعالى آملاً أن يصل الثواب ليزيد الرقاشي، وعندما قرأت عن يزيد الرقاشي وجدت أنه شخص غير موثوق به في رواية الحديث، فهل يجوز أن أهب أجر الصيام له؟ أرجو من الله القبول ويرحمه الله ويرحم أمة محمد صلى الله عليه وسلم جميعاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما يزيد بن أبان الرقاشي فهو من الصلحاء الزهاد، ولكنه ضعيف في الحديث كما بين ذلك أئمة الجرح والتعديل، وله في الزهد والمواعظ أخبار يستفاد منها، وقد قال عنه يحيى بن معين كما في التهذيب لابن حجر: رجل صالح وليس حديثه بشيء.

وقال الحافظ رحمه الله: وأخبار يزيد في الزهد والعبادة والمجاهدة كثيرة، وقال المعتمر بن سليمان: كان يقول إذا نمت ثم استيقظت فلا نامت عيناي وعلى الماء البارد السلام بالنهار، وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله من البكائين بالليل لكنه غفل عن حفظ الحديث شغلا بالعبادة حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا تحل له الرواية عنه إلا على جهة التعجب. انتهى.

وهبتك ثواب الصوم له ينفعه ـ بإذن الله ـ ويبلغه ذلك الثواب والأولى لك أن تجعلي ثواب عملك لنفسك، وتدعي له بالرحمة، وانظري في مسألة هبة ثواب القرب للموتى الفتوى رقم: 111133.

وهذه الموعظة من يزيد ـ رحمه الله ـ حقيق بالعاقل أن يتأملها فإنه متى مات انقطع عمله، فليجتهد في إصلاح عمله وأن يقدم لنفسه ما ينفعه حين لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال ابن الجوزي في المدهش: وَكَانَ يزِيد الرقاشِي يَقُول فِي بكائه يَا يزِيد من يبكي بعْدك عَنْك من يترضى رَبك لَك.

فرحم الله يزيد ونسأله تعالى أن يوفقنا لما فيه صلاحنا في ديننا ودنيانا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني