الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يصل ثواب العمرة إلى الميت وحكم تكرار العمرة

السؤال

أشكركم على هذا الموقع الطيب.
لقد قمت هذا العام بفضل الله ومنه بأداء فريضة الحج مسافرا من بلدي الجزائر، حيث قمت بالحج مفردا، ثم أتيت بالعمرة بفضل الله. بعد انتهائي من النسك قمت بأداء عمرتين نويت إحداهما لأخي والأخرى لجدي المتوفيين رحمهما الله و لم يقوما بحج ولا بعمرة، حيث أحرمت من مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، كما أني في فترة بقائي في مكة المكرمة قضيت بعض الأيام من العام الهجري الجديد.
لي سؤالان لو تسمحون:
-هل تقبل عمرتا أخي وجدي حيث نويت " اللهم إني نويت عمرة لأخي - جدي فلان بن فلان، لبيك اللهم عمرة" ؟ و كيف تبلغ للميت أو المعتمَر له؟ هل تكون له في القبر في الدنيا أم في الآخرة ؟ وهل تكتب عمرة أم صدقة أم نورا أم غير ذلك؟
-في الأيام التي قضيتها من العام الهجري الجديد قيل لي إنه يمكن لي أن أعتمر لذاتي عمرة أخرى؛ لأن العام الهجري جديد لم أعتمر فيه بل اعتمرت في العام الذي سبقه ؟
بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دمت قد أديت العمرة عن نفسك فإن قيامك بالعمرة عن كل من جدك وأخيك جائز شرعا، على الراجح من أقوال أهل العلم، سواء كان الميت قد أدى العمرة المفروضة أم لا، وانظرالفتوى رقم: 69673. وإذا كنت قد أديت العمرة على الوجه الصحيح فإنها تعتبر صحيحة وينتفع بها الميت إن شاء الله تعالى، أما هل تقبل أم لا ؟ فإن الأصل أن عبادة المسلم مقبولة إن شاء الله تعالى إذا توفرت فيها شروط القبول من إخلاص وموافقة للشرع، والعلم في ذلك عند الله تعالى.

أما كيف تبلغ العمرة الميت، فإن هذا من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والذي يذكره أهل العلم أن العمل الصالح يصل الميت وينتفع به إذا أهدي من قبل الحي، وكيفية ذلك علمها عند الله تعالى.

قال في الروض المربع: وأي قربة من دعاء واستغفار وصلاة وصوم وحج وقراءة وغير ذلك فعلها مسلم وجعل ثوابها لميت مسلم أو حي نفعه ذلك. قال أحمد: الميت يصل إليه كل شيء من الخير للنصوص الواردة فيه. انتهى.

وقد روى البيهقي والبزار من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى ليرفع للرجل الدرجة فيقول: رب أنى لي هذه الدرجة؟ فيقول: بدعاء ولدك لك. قال في المجمع: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث.

وقال الحافظ في الفتح: .... وفي الحديث جواز الصدقة عن الميت، وأن ذلك ينفعه بوصول ثواب الصدقة إليه ولاسيما إن كان من الولد. انتهى. وانظر الفتوى رقم :111133.

أما هل تكون له في القبر في الدنيا أم في الآخرة ؟ فإن صاحب القبر ليس من أهل الدنيا لأن القبر هو أول منزل من منازل الآخرة ، وصاحبه ينتفع بما قدم له وما أهدي إليه من ثواب، ولم نجد من ذكر أن ثواب بعض الأعمال قد يؤخرعن الميت إلى ما بعد البعث.

أما هل تكتب عمرة أم صدقة أم نورا أم غير ذلك؟
فإن العمرة شيء، والصدقة شيء، ومعرفة ذلك لا يترتب عليها شيء ، إذ المهم أن ينتفع الميت بثواب العمل الصالح وهو ما سبق أنه ينتفع به ويصله.

وعن الجزء الأخير من السؤال: فيجوز أن تعتمر في تلك الأيام وفي غيرها ، بل وفي اليوم الواحد أكثر من عمرة، لأن الراجح من اقوال أهل العلم جواز تكرار العمرة في السنة الواحدة،. وانظر الفتوى رقم : 3036 ، والفتوى رقم: 20316.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني