الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مصافحة الأجنبية تفاديا للحرج

السؤال

سافرت إلى لندن لمدة أسبوعين في دورة تدريبية، وكانت المدربة امرأة، وكان من المشاركين رجال ونساء. وكان أيضاً من ضمن التدريب الذهاب للبرلمان البريطاني ومجلس اللوردات ومقابلة برلمانيين وبرلمانيات (رجال ونساء)، مما اضطرني لمصافحة النساء في تلك الرحلة وذلك لصعوبة (وقد تكون لاستحالة) مقدرتي على رفض المصافحة لأسباب عديدة. مع أن قلبي (والله على ما أقول شهيد) ينكر هذا الفعل. فما الحكم في ذلك الموقف؟ وما الحكم لو سافرت مرة أخرى ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا أنه لا يجوز للرجل مصافحة امرأة أجنبية عليه، فراجع ذلك بأدلته بالفتوى رقم 126019، والفتوى رقم 1025 ويبدو من كلامك أن خوف الحرج هو الذي دفعك إلى المصافحة وليس الضرورة، وخوف الحرج لا يسوغ المصافحة، والضرورة التي تبيح المحظور هي التي إذا لم يرتكب المرء فيها المحظور ربما هلك أو أصابه من المشقة ما لا يحتمل. فالواجب عليك إذن أن تتوب إلى الله تعالى عما مضى. وإذا لم يكن بإمكانك المحافظة على دينك وتجنب هذه المصافحة ونحوها من الاختلاط المحرم فلا يجوز لك حضور هذه الدورات التدريبية في المستقبل، فحفظ الدين أولى. وقد أحسن من قال: الدين رأس المال فاستمسك به * فضياعه من أعظم الخسران.

واعلم أن المسلم يجب عليه أن يكون معتزا بدينه رافعا به رأسه مطبقا به ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وراجع الفتوى رقم: 59621.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني