الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هوية المسلم اعتزازه بالدين وتمسكه به

السؤال

سادتي الأفاضل أنا أدرس في بلاد كافرة ,وأتحاشى مصافحة النساء والحمد لله ,وهناك من هم معي -وهم ملتزمون طيبون- لكنهم يصافحون , كنا دائما نتناقش في هذه القضية إلا أنني بعض الأحيان أعجز عن الرد عليهم , خصوصا أننا أحسسنا أنه في بعض الحالات يأخذ الناس فكرة خاطئة عن الإسلام , فهم يعتبرون هذا شكليا-طبعا من وجهة نظرهم(أعني الأجانب)-لكن نكون ليست لدينا الفرصة لشرح لماذا لا نصافح وكيفية العزائم والرخص في ديننا ليس لدينا سوى قول:أنا مسلم لا أصافح النساء,هذا طبعا مع الحملة الدعائية الحالية التي يتعرض لها الإسلام خصوصا كدين يهين المرأة,إضافة إلى أن الغالبية من المسلمين هنا تصافح مما يزيد الحرج. فهذه أمور قد لا يفهمها الكافر الملحد ببساطة وأضيف قضية دق الكؤوس وهل يجوز شرب ما بداخلها في حالتنا وظرفنا لأن سؤالهم لماذا لا؟ يتردد كثيرا وكذلك تهنئتهم بأعيادهم مع العلم أنهم طيبون عموما ويتفهمون ما يشرح لهم لكن بعض الأمور كما أسلفت -يعتبرونها شكلية-ومن الصعب حتى علينا نحن أن نشرح لهم هذا
أرجو الجواب بسرعة وأرجو أن تدعو لنا بالتوفيق كما أرجو ذلك من كل من يقرأ هذا السؤال

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه يتعين على المسلم التمسك بدينه والالتزام بجميع ما ثبت شرعا، وأن لا يتأثر بكثرة الهالكين، وليعلم أن ذلك هو السبيل الوحيد المضمون لتحقيق طموحاته في الدنيا والآخرة.

واعلم أن الكفار يتعين الحرص على هدايتهم والابتداء في الحديث معهم بالدعوة للإيمان والتوحيد، لما في حديث معاذ في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: فليكن أول ما تدعو إليه شهادة أن لا إله إلا الله... فلا تهتم بإقناع أحد منهم بمسألة من مسائل الدين الجزئية، بل ادعهم للإيمان، وأَشعرهم عمليا أن تمسكك بدينك أمر لا يقبل النقاش، وأنك مسلم ملتزم لا تخالف تعاليم دينك التي منها عدم الاختلاط المحرم بالأجنبيات ومصافحتهن، وأن هذا أمر تتعبد به الله ترجو ثوابه وجنته والسلامة من ناره، وأنه ليس من الشكليات في نظرك.

وأما المسلمون الذين معك فادعهم للتمسك بالدين والتوبة والبعد عن المصافحة، وبين لهم مخاطر مس النساء الأجنبيات.

وأما مسألة دق الكؤوس فنرجو منك إيضاحها حتى نتمكن من جوابها بدقة، وإذا كنت تعني أن الأصدقاء الجالسين يدق أحدهم بكأسه كأس زميله دقا خفيفا ثم يشرب، فإن شرب ما بالكأس مباح إن لم يكن فيه مسكر، وأما المسكر فهو حرام، وأما الدق فإنه سمة من سمات شاربي الخمر فيتعين على المسلم البعد عن مشابهتهم، وراجع في التهنئة بالأعياد ومسألة المصافحة والأحاديث في خطورة مس النساء وضرورة التمسك بالدين مهما كانت الظروف، وفي أهمية البداءة في الكلام مع الكفار بدعوتهم للإيمان الفتاوى التالية أرقامها: 26883، 59396، 31768، 47106، 53773 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني