الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال الطيرة وهل يلزم المتطير النطق بالشهادة والغسل

السؤال

هل من وقع في الطيرة ـ أي التشاؤم ـ عليه الشهادة والغسل وقول: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك؟ أم الشهادة وهذا القول؟ أم هذا القول فقط؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن التشاؤم والتطير شرك وسوء ظن بالله تعالى، لكن هذا الشرك قد يكون شركا أكبرـ أي مخرجا من الملة ـ وذلك إذا اعتقد الإنسان أن ما تطير به هو الفاعل في الحقيقة، فإذا اعتقد أن ذلك الشيء الذي تطير به هو الذي يضره وينفعه فهذا كفر ناقل عن الإسلام، وفي هذه الحالة يدخل الإسلام من جديد فيتشهد ثم يغتسل، مع أن الغسل ليس شرطا في الدخول في الإسلام وانظر الفتوى رقم: 160479، لبيان حكم غسل الكافر إذا أسلم.

وليس الدعاء المذكورشرطا ولا واجبا للدخول في الإسلام، لكنه يقال عندما يعرض للمسلم شيء من الطيرة، وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 73243.

وقد يكون التطير شركا أصغر ـ أي ذنبا كبيرا، ولكنه لا يخرج عن الملة ـ وذلك إذا اعتقد المتطير أن الضار النافع إنما هو الله ولكن المتطير به سبب لذلك الضر أو النفع، وفي هذه الحالة لا يعتبر المتطير مرتدا لكنه مذنب فعليه أن يتوب إلى الله تعالى ويأتي بالدعاء المذكور أيضا إذا عرض له شيء من التشاؤم والتطير، أما إذا كان ذلك مجرد شيء يجده المرء في نفسه أو خطرة تخطر بباله ولا يعمل بمقتضاها، فهذا قلَّ من يسلم منه وليس بشرك ولا يضر، وهو الذي قال عنه ابن مسعود ـ رضي الله عنه: وما منا إلا.. قال الخطابي: معناه إلا من تعتريه الطيرة ويسبق إلى قلبه الكراهة فيه ولكن الله يذهبه بالتوكل.

وقد بينا في الفتويين رقم: 125120، ورقم: 14326، متى تكون الطيرة شركا أكبر، ومتى تكون شركا أصغر.

وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 124253.


والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني