الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز العمل في الكنائس ولا في بنائها

السؤال

والد زوجتي يعمل مبيض محارة (مساح) ويعمل باليومية عند رجل آخر وقد يتطلب العمل أن يعمل أحياناً هذا الرجل في الكنائس فيعمل والد زوجتي معه في هذه الكنائس لفترة طويلة. هل هذا العمل حرام وماله حرام وهل يحرم علي وعلى زوجتي وأولادي الأكل عنده وماذا أفعل إذا ما دعاني لذلك .. وما الحكم بالنسبة لأولاده الذين لم ينهوا تعليمهم علماً بأنه ليس الوحيد الذى يصرف على البيت بل يساعده أولاده وبالنسبة لابنه الذي يعمل ولكنه لم يتزوج بعد هل يأكل معه ... وجزاكم الله خيراً .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
فإنه لا يجوز لوالد زوجتك أن يعمل في الكنائس لأن العمل فيها تعاون مع أصحابها على أعظم إثم وعدوان، والله سبحانه وتعالى يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) [المائدة: 2]. والمال الذي يكسبه من عمله في الكنيسة حرام أيضا، لأنه نتيجة لعمله الحرام وأما ما يكسبه من أعماله الأخرى المباحة فهو حلال طيب. إن شاء الله تعالى. أما أكلك أنت أو زوجتك أو أولادك أو أولاد الرجل نفسه من ماله فإن كان من ذلك المال الحرام الذي اكتسبه من عمله في الكنيسة فهو لا يجوز لأنه غير طيب والله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) [البقرة: 172]. وهذا يشمل الطيبات عيناً كأنواع المأكول والمشروب والطيبات معنىً كالمال المكسوب وإن كان من كسبه الحلال فهو حلال لكم وأجيبوه لدعوته إن دعاكم. وإن كان مختلطاً من المالين فإن كان أغلب ماله منه فيجب تجنبه للقاعدة الفقهية المعروفة: " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" واتقاء الحرام واجب ولا يمكن اتقاؤه هنا إلا باتقاء المباح المختلط به. والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني