الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تشرع قراءة الفاتحة إذا ذكر أحد الموتى

السؤال

يحدث دائما عند ذكر أحد الموتى يقال لنا اقرأوا الفاتحة على روحه. فهل هذا جائز؟ وهل لهذه الحالة وجود بالسنة النبوية الشريفة؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح من أقوال أهل العلم أن ثواب قراءة القرآن يصل إلى الميت، سواء سورة الفاتحة أو غيرها من سور القرآن الكريم، ولكن قد يعرض للمشروع ما يجعله غير مشروع، كأن يخصص له زمان أو مكان أو هيئة أو عدد لم يخصصه الشارع.
وعليه فإن الأمر بقراءة الفاتحة عند ذكر الميت أو العزاء ليس له مستند في السنة وهو من المحدثات فيجب تجنبه.

ففي مجموع الفتاوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: وأما العمل الثاني: وهو طلب قراءة الفاتحة من الحاضرين فهو أيضاً بدعة، فإن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكن إذا دفن الميت يقول للناس: اقرؤوا عليه الفاتحة، أو شيئاً من القرآن، بل كان إذا فرغ من دفنه وقف عليه وقال: "استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل". ولم يكن هو الذي يستغفر بهم لهذا الميت فيدعو ويؤمنون. بل قال: "استغفروا لأخيكم" وكل واحد يقول: اللهم اغفر له، اللهم ثبته. انتهى.

وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء ، جوابا لسؤال جاء فيه : جرت العادة عندنا إذا مات شخص وذهب شخص لتعزية أهل الميت يدخل الشخص المعزي رافعا يديه إلى منكبيه، ويقول الفاتحة، فيقوم أولياء الميت ويقرأون معه الفاتحة، ثم يجلسون ويجلس، وبعد ذلك يقول لهم: السلام عليكم، فيردون عليه السلام. هل هذا من عمل السنة، وما هي السنة في تعزية الميت؟
الجواب: ما ذكرته من رفع المعزي يديه إلى منكبيه عندما يدخل على أهل الميت ليعزيهم، وقوله الفاتحة، وقراءتهم معه الفاتحة، ثم يجلسون ويسلم بعد - لا يجوز، بل هو بدعة محدثة، والمشروع أن يبدأ بالسلام، ولا يقول الفاتحة ولا غيرها مما لم يشرع، ولا يرفع يديه.انتهى.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم :110213 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني