الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غيبة الدعاة والعلماء أشد حرمة

السؤال

يكثر على مواقع الأنترنت وخصوصا على الموقع الاجتماعي فايسبوك وغيرهما بعض تعليقات الزوار وأعضاء الصفحات على مقاطع فيديو إسلامية لبعض الشيوخ والمشايخ والخطباء والمحاضرين وأغلب ما يكثر في تعليقاتهم نوع القدح فيهم أو التعرض لهم بالنقد القاسي مما يجعل البعض يرد على التعليق نفسه فيقولون لهم اتقوا الله في الشيخ الفلاني أو مثل ذلك، فهل يتعبر مثل هذا الفعل غيبة أو نميمة؟ وهل من نشر على هذه المواقع بعض الأحاديث والأدعية له أجره وأجر من اطلع عليها وعمل بها بحيث يقال في بعض التعليقات انشر ولك الأجر وبعض مقاطع الفيديو للشيوخ بارك الله فيهم قد تتعرض للنقد والاستفزاز من بعض من أنكروا عليه من الزوار، فهل يكون له وزر من هؤلاء، لأنه بث الفتنة كما بث الحديث والدعاء الذي نال به الأجر، وهل ينال وزر ما يبث وما ينشر على الأنترنت أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله فيمن انتهك أستارهم معلومة، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 33943 .

والغيبة هي ذكر المسلم حال غيبته بما يكره، فكلام هؤلاء الناس الذين هم ليسوا علماء عن العلماء بما يكرهون حال غيبتهم لا شك في أنه غيبة ومحرم تحريما أكيدا، لأن الغيبة محرمة في حق عامة المسلمين، وفي حق الدعاة والمصلحين أولى، وراجع الفتوى رقم: 59520.

ولمعرفة الفرق بين الغيبة والنميمة راجع الفتوى رقم: 40863.

فنصح هؤلاء المنتقدين واجب، وكذا الرد عن عرض العلماء والدفاع عنهم، وانظر الفتويين رقم: 76561، ورقم: 41506.

ومن وضع هذه المقاطع الدعوية لنفع الناس مأجور لا مأزور ـ إن شاء الله ـ ولا يضره كون بعض الناس قد تعامل مع هذه المقاطع بما يحرم شرعا، وكل من نشر شيئا من الخير كالأدعية والأحاديث النبوية فإنه مأجور على ذلك، وراجع الفتوى رقم: 18104.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني