الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قتلى المظاهرات هل لهم حكم الشهداء وهل يعطون أجر المجاهدين في سبيل الله

السؤال

من يموتون في ميدان التحرير ومجلس الوزراء، وشارع القصر العيني ( مصر ) على أيدي الشرطة أو المجلس العسكري. هل هم شهداء وهل لهم نفس الأجر والثواب للمجاهدين فى سبيل الله ضد العدو؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا بيان حكم تنظيم المظاهرات والاشتراك فيها، فراجع الفتويين: 5844 ، 151137.
فإذا كانت المظاهرات مشروعة المقاصد، خالية من المحاذير الشرعية، كالتعدي على الأنفس والأموال المحترمة، عامة ً كانت أو خاصة. فلكل من شارك فيها ما نواه، فمن نوى بها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبيان الحق والمطالبة به، ورد المظالم والحقوق ونصرة المظلوم وإغاثة الملهوف، ونحو ذلك، فله ما نوى. وإن قتل في هذا السبيل فنرجو له أجر الشهداء، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون مظلمته فهو شهيد. رواه النسائي، وصححه الألباني. وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه أبو داود و النسائي و الترمذي و ابن ماجه. وقال الترمذي: حسن . وصححه الألباني.

وأما قول السائل: (وهل لهم نفس الأجر والثواب للمجاهدين في سبيل الله ضد العدو؟) فنظنه يعني بذلك شهيد المعركة الذي يقاتل المشركين. فإن كان هذا مراده، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: من جاهد المشركين بماله ونفسه. قيل: فأي القتل أشرف؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده. رواه أبو داود و النسائي و أحمد. وصححه الألباني. فدل ذلك على أن الجهاد درجات، وأن الشهداء يتفاوتون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض. رواه البخاري.

وقال الحافظ في (الفتح): روى الحسن بن علي الحلواني في كتاب المعرفة له بإسناد حسن من حديث ابن أبي طالب قال: "كل موتة يموت بها المسلم فهو شهيد" غير أن الشهادة تتفاضل ... ويتحصل مما ذكر في هذه الأحاديث أن الشهداء قسمان: شهيد الدنيا، وشهيد الآخرة، وهو من يقتل في حرب الكفار مقبلا غير مدبر مخلصا، وشهيد الآخرة وهو من ذكر بمعنى أنهم يعطون من جنس أجر الشهداء ولا تجري عليهم أحكامهم في الدنيا. اهـ.
وسئل الشيخ الفوزان: هل الشهداء مراتب، فالذي يستشهد في سبيل الله كالذي يستشهد دون ماله ؟ فقال: لا شك أن الشهداء يتفاوتون في الفضل، فشهيد المعركة أفضل من غيره من الشهداء، وكذلك فهو يختص بأحكام ليست لغيره من الشهداء اهـ. وراجع تفصيل ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 34588، 26390، 95355.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني