الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هجر أصحاب المعاصي يدور مع المصلحة

السؤال

أنا فتاة تعرفت على فتاة لمدة تقريبا 5 أشهر، وجاءت تصارحني لكي أساعدها بأنها كانت لها علاقة مع شاب وهي الآن تائبة ولكنني ما ارتحت لها ففكرت أن أنفصل عنها، فهل يجوز لي أن أهجرها؟ وأيضا لدي صديقة ثانية لها علاقة مع شاب لكن لم أكن أعلم بها إلا لما انفضحت أمام الناس وكل علم بها، وبسرعة انقطعت عنها، فهل علي ذنب؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كانت تلك الفتاة قد تابت واستقامت فلا يجوز لك هجرها بسبب الذنب الذي تابت منه، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له لكن لا حرج عليك في ترك مصاحبتها من غير هجر، والهجر عند الجمهور يزول بمجرد السلام، وراجعي الفتوى رقم: 132999.

أما الفتاة التي علمت أنها وقعت في علاقة محرمة فإن كانت لم تتب فلا حرج عليك في هجرها ولا سيما إن كنت تخشين على نفسك من مصاحبتها, وعلى وجه العموم فهجر أصحاب المعاصي يدور مع المصلحة، فإن كان الهجر يفيد في ردّهم إلى الصواب أو كان في صلتهم ضرر في الدين أو الدنيا فالهجر أولى، وإن كان الأصلح لهم الصلة مع مداومة النصح فهو أولى قال الحافظ ابن عبد البر: وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ مَنْ خُشِيَ مِنْ مُجَالَسَتِهِ وَمُكَالَمَتِهِ الضَّرَرُ فِي الدِّينِ أَوْ فِي الدُّنْيَا وَالزِّيَادَةُ فِي الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ فَهِجْرَانُهُ وَالْبُعْدُ عَنْهُ خَيْرٌ مِنْ قُرْبِهِ، لِأَنَّهُ يَحْفَظُ عَلَيْكَ زَلَّاتِكَ وَيُمَارِيكَ فِي صَوَابِكَ وَلَا تَسْلَمُ مِنْ سُوءِ عَاقِبَةِ خُلْطَتِهِ وَرُبَّ صَرْمٍ جَمِيلٍ خَيْرٌ من مخالطة مؤذية.

وانظري الفتوى رقم: 14139.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني