الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة من يعمل عمل قوم لوط

السؤال

أنا شاب عمري 16 سنة، أعاني من الشذوذ الجنسي، وأحس بتأنيب الضمير. أنا لا أتصف بأفعال قبيحة، في الإعدادية جميع الناس يعرفونني ملتزم بالدين الإسلامي.
ومشكلتي أن الكل يعشق جسدي، بعض الأساتذة الرجال يعطيني رقم هاتفه، عنوان منزله، ويقبلني خفية. أنا لا أعرف ماذا أفعل.
مرة قبلت من الأستاذ دعوته لي على العشاء، وراء وجبة العشاء ذهب بي إلى سرير في بيته، وأزال ملابسي وأدخل قضيبه في تنتي في فرجي.
ومن ذاك اليوم أصبحت أعشق الشذوذ الجنسي وأحوم حول الرجال كي يفعلوا بي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

فقد سبق أن نصحناك أيها السائل بما فيه خلاصك، وذلك في الفتوى رقم: 176799. ولو أنك عملت بنصيحتنا لما وقعت فيما ذكرت. فاتق الله تعالى واعلم أنه شديد العقاب، أعد لمن عصاه نارا تلظى تشوي الوجوه، وعندها ستعلم عاقبة ما تمارسه من الشذوذ، وتأمل كيف عاقب الله قوم لوط لما انتكست فطرتهم، فقد رفع جبريل عليه السلام بجناحه جميع مدنهم, وكن سبع مدن بما فيهن من الأمم، وكانوا أربع مائة نسمة وقيل أربعة آلاف نسمة وما معهم من الحيوانات، وما يتبع تلك المدن من الأراضي والأماكن والمعتملات، فرفع الجميع حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة أصوات ديكتهم ونباح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، فذهبت لذتهم وبقيت حسرتهم وخزيهم وعذابهم إلى يوم القيامة. وقد أخبرنا الله تعالى أن العذاب الذي أصابهم ليس بعيدا عمن سلك سبيلهم فقال:{ ... وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ }. أي وما هذه النقمة ممن تَشَبَّه بهم في ظلمهم، ببعيد عنه.

قال صاحب أضواء البيان: وهو تهديد عظيم منه تعالى لمن لم يعتبر بحالهم، فيجتنب ارتكاب ما هلكوا بسببه. اهــ.

ولذا ذهب جمع من الفقهاء إلى أن اللائط يلقى من شاهق، ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط، فاتق الله أيها السائل وتب إلى ربك قبل أن يصيبك العذاب، ومن تاب من الذنب تاب الله عليه. وانظر الفتوى رقم: 6872. وفيها نصائح لعلاج الشذوذ الجنسي، وعقاب مرتكبه وكذا الفتوى رقم: 132161. والفتوى رقم: 138421.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني