الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قضاء الزوجة دينها من مال زوجها دون إذنه

السؤال

سؤالي: كنت أعاني من أزمة ديون شديدة لدرجة أن واحدا من أصحاب الحق هددني بتبليغ أحد محارمي وبالتحديد أخي الذي لا يعلم شيئا عن الدين وأعطاني مهلة لمدة يوم واحد فقط لأسدد ما علي بعد إحراجي مع ابني الأكبر فاضطررت لسرقة صراف زوجي لعلمي برقمه السري وسحبت منه ما يكفي لسداد ديني دون علم أي أحد إلى يومي هذا، فهل هذا يعتبر سرقة من مال الزوج؟ علما بأن الزوج يعلم تماما بديني ويرفض السداد عني ويهددني بقطع المصروف اليومي إن طالبته وأنا لم أتدين إلا للحاجة الماسة والآن نادمة وتائبة وأدعو الله ليلا ونهارا أن يغفر لي ويعينني على سداد زوجي وبعد أن يرزقني الله بمال أنوي أن أردها له دون علمه، فما رأيكم في ذلك؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يجب على الزوج قضاء دين زوجته، إلا أن يتبرع بذلك إحسانا إليها، وإذا كان الزوج ينفق على زوجته وأولاده بالمعروف فلا يحق للمرأة أن تأخذ شيئاً من ماله بغير إذنه، فتلك خيانة للأمانة، فالزوجة مؤتمنة على مال زوجها ومسئولة عنه، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها. متفق عليه.

وعن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَا تُنْفِقُ الْمَرْأَةُ شَيْئًا مِنْ بَيْتِهَا إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا. رواه أحمد.

وبناء عليه، فأخذك من مال زوجك لقضاء دينك دون إذنه يعتبر خيانة محرمة تستوجب التوبة ورد ما أخذت إليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. أخرجه الترمذي.

وإذا رددت المال إليه ولو دون علمه أوأخبرته به وأبرأك منه برئت ذمتك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني