الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إلى أي الشعوب ينتمي ذو القرنين؟

السؤال

هل صحيح أن أصل ذي القرنين من اليمن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن ذا القرنين المذكور في القرآن الكريم كان عبدا صالحا وملكاً عادلا كما يتضح ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الواردة فيه. ولم يرد فيهما- الكتاب والسنة- أصله أو نسبه أو تاريخه أو ممن هو، ولو كانت في ذلك فائدة لنا لأخبرنا الله تعالى بها في محكم كتابه أو على لسان رسوله- صلى الله عليه وسلم-

أما كتب التاريخ والأخبار والسير فقد أسهبت في الحديث عنه، ومما جاء فيها أنه من الروم، وأنه من اليونان، وأنه من العرب.

وعقب الصالحي في سبل الهدى والرشاد على ما ذكروه فقال: وقال الشيخ تقي الدين المقريزي في الخطط: اعلم أن التحقيق عند علماء الأخبار أن ذا القرنين الذي ذكره الله تعالى في القرآن اسمه الصعب بن الحارث. وساق نسبه إلى قحطان بن هود بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح، وأنه ملك من ملوك حمير، وهم العرب العاربة ويقال لهم أيضا العرب العرباء. كان ذو القرنين تبعا متوجا، ولما تولى الملك تجبر ثم تواضع لله تعالى، وقد غلط من ظن أن الإسكندر هو ذو القرنين الذي بنى السد، فإن لفظة (ذو) عربية، وذو القرنين من ألقاب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني وبسط الكلام على ذلك. وذكر الحافظ عماد الدين ابن كثير نحو ما سبق عن الحافظ وصوب أن ذا القرنين غير الإسكندر اليوناني وبسط الكلام على ذلك.

وعلى هذا الكلام فإن ذا القرنين كان من اليمن ولكننا لا نتمكن من الحكم بصحة ذلك. وسبق أن بينا طرفا من أخباره في الفتاوى التالية أرقامها : 107028، 7448، 71738، 12402

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني