الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مقولة صل على ربك وهل تصح الصلاة خلف من يسب الدين

السؤال

حكم من قال "صلي على ربك" لأن في قريتي معظم الناس يقولونها عند الغضب و ما دليل ذلك لأقنعهم؟
و ما حكم قول "قسّام" بشد السين و فتح القاف لهجة جزائرية. هل هو الله أم هو الملك الذي يقسم الأرزاق؟؟
حكم الذي سب الدين و إمام بالناس؟ و ما يجب علينا نحوه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بينا في الفتوى رقم : 39678 أنه لا يشرع أن يقال السلام والصلاة على الله.

وأما سب الدين فهو كفر أكبر مخرج من الملة، وساب الدين كافر لا تصح الصلاة خلفه.

قال النووي في المجموع شرح المهذب: ولا تصح إمامة الكافر لأنه ليس من أهل الصلاة، فلا يجوز أن يعلق صلاته على صلاته. اهـ.

وقال خليل : وبطلت باقتداء بمن بان كافرًا.
ودليل كفر من يسب الدين قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ. وانظر الفتوى رقم : 34576 ، والفتوى رقم : 47738 ، والفتوى رقم : 1327، والفتوى رقم : 48551 .

وأما عبارة القسام فنرجو أن تسأل عنها أهل العلم ببلدكم لمعرفة ما يراد بها في لهجتكم، ولا شك أن الله تعالى يقسم الأرزاق بين الخلائق، وقد أشار الله سبحانه إلى هذا بقوله تعالى: (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ).

ويصح إطلاق القاسم على عباد الله تعالى ملائكة أو ولاة أمور كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إني والله لا أعطي أحدا ولا أمنع أحدا إنما أنا قاسم أضع حيث أمرت .

ولكنه ينبغي التنبيه إلى أن القسام ليست من أسماء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني