الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يؤجر من شغله عمل نظام إلكتروني لخدمة القرآن عن الحفظ وطلب العلم

السؤال

أعمل مهندسا وعند عودتي إلى المنزل أقضي الوقت في تعلم وصناعة بعض الأنظمة الإلكترونية حيث إنني أبحث أيضا عن فكرة لمشروع وذلك على حساب القرآن، لأن وقت الفراغ قليل ودراسة الأجهزة يتطلب وقتا وجهدا، فهل لي أجر في ذلك؟ علما أنني لا أضيع الفروض وأحافظ على صلاة الجماعة، وهل أترك هذا المجال وأتفرغ لطلب العلم الشرعي وحفظ القرآن؟ ولماذا أهمل المسلمون العلوم الدنيوية إذا كان ما أقوم به أقل أجرا؟ وهل أتركه؟ وكيف أصحح النية فيما أقوم به؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما ترك المسلمين طلب العلوم الدنيوية فمما يؤسف له، فإن الأصل في المسلمين أن يحرصوا على الأخذ بأسباب التقدم وذلك لعمارة الأرض بطاعة الله تعالى والقيام بالوظيفة الكبرى المنوطة بهم وهي تكميل عبوديته تبارك وتعالى، ومن ثم فنحن نحث جميع المسلمين على الحرص على الأخذ بهذه الأسباب، لما في ذلك من النفع الخاص والعام، ثم إنك لا تأثم على اشتغالك بهذا الأمر ما دمت تؤدي الفرائض وتجتنب المحرمات، وإذا كان هذا الذي تعمله من الفروض الكفائية التي يحتاج إليها المسلمون فأنت على خير عظيم، وينبغي لك أن تحقق الموازنة بين مهماتك ووظائفك الدنيوية وبين الأخذ بقسط من نوافل العبادات من قراءة القرآن وغيرها، لما لذلك من الأثر العظيم على صلاح القلب، وإذا نويت بعملك هذا نفع نفسك والمسلمين فإنك مأجور على ذلك وربما يكون أجرك أعظم من أجر من اقتصر على بعض العبادات اللازمة غير المتعدية، ولمزيد الفائدة انظر الفتوى رقم: 152827، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني