الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع للمسلم أن يتصدق عن كتابي ظلمه

السؤال

هل يجوز التصدق عن مسيحي أو شخص من أهل الكتاب كنت قد ظلمته ويتعذر علي الاعتذار له ويصعب علي ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من المعلوم عند المسلم أن الظلم من المحرمات الكبيرة، فقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا.. الحديث رواه مسلم.

وعلى من صدر منه ظلم أن يبادر أولا بالتوبة النصوح إلى الله تعالى ولو كان الظلم لكافر، ولذلك فإن كانت مظلمة هذا النصراني مالية، فالواجب عليك ردها إليه ولو بطريق خفي أو غير مباشر إن كان حيا، أو إلى ورثته إن كان ميتا، ولا يصح أن تتصدق بها عنه ولو كان مسلما، فقد روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. حسنه الأناؤوط.

فالصدقة عن صاحب الحق المسلم لا يجوز اللجوء إليها إلا عند تعذر الوصول إليه أو إلى ورثته بعد بذل الوسع في ذلك وأما الصدقة عن الكافر فلا تصح، لأنه لا يصله ثوابها لوجود ما يمنع وصولها إليه وهو الكفر، فقد روى ابن أبي شيبة في مصنفه: أن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه ـ أراد أن يعتق عن أبيه خمسين رقبة، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه لا يعتق عن كافر.

ولو كان مسلما فأعتقت عنه أو تصدقت أو حججت بلغه ذلك، هذا إذا كانت المظلمة مالية، أما إذا كانت المظلمة في عرضه فعليك أن تستسمحه وتسترضيه إن كان قد علم بذلك، وإذا لم يكن قد علم به فالأولى أن تطلب منه المسامحة بوجه عام، ولا تذكر له أنك وقعت في عرضه... وانظر الفتوى: 72616.

وللفائدة راجع الفتوى رقم: 23256.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني