الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مدى أثر خروج المذي والاستمناء على الصوم

السؤال

أردت أن أستفسر عن حكم إعادة القضاء، قضاء الصيام بسبب العادة الشهرية، مرتان بسبب النظر إلى الأفلام الخليعه ونزول المذي. هل يجوز لي أن أعيد الصيام أم صيامي مقبول ؟! وهل كل ما أردت أن أعيد صيامي بسبب نزول المذي يعتبر من الوسوسة أم يجب علي قضاؤه مرة أخرى، علما بأني تعبت ويئست من هذه الأفكار والوساوس وأن صيامي لم يقبله الله.
أرجو إفادتي وإعطائي علاجا للوسوسة لأني أجد ذلك حتى في صلاتي، فتعبت من حياتي وأنا أحفظ القرآن كاملا، وكلما أردت أن أراجع حفظي بدأت الوساوس تجتمع في ذهني ولا أحس بلذة القراءه مثل ما كنت أحس من قبل، ودائما أحس أني مخطئة ومذنبة ولن يغفر لي ولن يتقبل الله صيامي وصلاتي و(أما في الأيام التي كنت أقضي الصيام فيها فكنت أستمني فخرج مذي، ولكن قرأت بأن الاستمناء يفسد الصوم. فأعدت الصيام ثم نظرت إلى الأفلام الخليعة وأنزلت مذيا دون أن أستمني وأردت الصيام مرة أخرى. فهل أصوم أم لا؟! يعني أرجع أصوم مرة ثانية أم لا وشكرا ؟!
وهل الحافظ يبتلى بأمور الشهوات أكثر من غيره أم مبتلى بأي فتوى أرجوكم أيها الفقها ء أن تبينوا لي وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما الوساوس فعلاجها أن تعرضي عنها وألا تلتفتي إلى شيء منها فإن الاسترسال مع الوساوس من أعظم أبواب الشر، وأما خروج المذي فإنه لا يفسد الصوم على الراجح من قولي العلماء، وانظري الفتوى رقم 134712 وأما الاستمناء فلا يفسد الصوم إلا إذا خرج المني، وانظري الفتوى رقم 139981 ولكن يجب عليك أن تتوبي إلى الله من الاستمناء فإنه محرم، وكذا يجب عليك أن تتوبي من النظر إلى ما حرمه الله تعالى، وكونك تحفظين القرآن مما يدعوك إلى مزيد الالتزام بأحكام الشرع والاستقامة عليها وعدم الاستجابة لوسوسة الشيطان، وأكثري من الصوم والذكر وتلاوة القرآن واشغلي وقت فراغك بما يقربك من الله تعالى سدا لباب هذه الشهوات، واجتهدي في الدعاء أن يصرف الله عنك السوء وأن يجنبك معصيته وأن يثبتك على دينه. نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني