الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح إطلاق لقب أهل الكتاب على المسلمين

السؤال

لماذا لم يدخلنا الله في مسمى أهل الكتاب بينما يوجد لدينا كتاب القرآن الكريم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالسؤال غير واضح تماما، ولكن نقول في جوابه إن هذه الأمة هي أشرف الأمم وهي صاحبة أشرف كتاب.

فنحن بهذا الاعتبار أهل كتاب بل أفضل كتاب. لكن مصطلح أهل الكتاب في الاستعمال الشرعي يراد به على وجه الخصوص اليهود والنصارى، قال تعالى: أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا [الأنعام: 156].

والطائفتان المقصودتان هنا هما: اليهود والنصارى.
وعليه؛ فلا يطلق على المسلمين هذا اللقب لأنه صار خاصا باليهود والنصارى.

قال الطاهر بن عاشور – رحمه الله - : اسم ( أهل الكتاب ) لقب في القرآن لليهود والنصارى الذين لم يتديّنوا بالإِسلام ؛ لأن المراد بالكتاب : التوراة والإِنجيل إذا أضيف إليه ( أهل ) ، فلا يطلق على المسلمين " أهل الكتاب " وإن كان لهم كتاب، فمن صار مسلماً من اليهود والنصارى : لا يوصف بأنه من أهل الكتاب في اصطلاح القرآن، ولذلك لما وصف عبد الله بن سلام في القرآن وُصف بقوله : ( ومن عنده علم الكتاب ) الرعد/ 43 ، وقوله : ( وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله ) الأحقاف/ 10 ، فلما كان المُتحدَّث عنهم آنفاً صاروا مؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم : فقد انسلخ عنهم وصف أهل الكتاب، فبقي الوصف بذلك خاصّاً باليهود والنصارى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني