الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفتور في القلب والعمل حال تعرض للعباد جميعا

السؤال

انا كنت غير منقبة محجبة حجابا شرعيا الطرحة تغطي منطقة الصدر ولكن في فترة أصبحت خائفة أن يكون النقاب واجبا وأنا لست منقبة وأدخل النار بسبب ذلك فدخل في نفسي صراعات وأصبحت دائما خائفة وحزينة ثم قررت أن أرضي ربي وأتنقب رغم كل المصاعب التي سأواجهها وخاصة في بلدي مصر أنا مقيمة في السعودية ولكن أنزل في الإجازة مصر كما سمعت أن لبس القفازات واجب وقلت لا لن أقدر أن أواجه مجتمعي في مصر بهذا ولكن خفت النار وخفت من رب العالمين وقررت أن ألبسه والله المستعان وبزيادة القرب من الله تعالى أحس أنى سعيدة دائما وأن حياتي بها راحة وطمأنية وكنت أخشع في الصلاة في الآونه الخيرة أحس أن صدري ضيق وأني حزينة ولم أعد أخشع في الصلاة لا أعلم لماذا بالضبط وأنا ألبس نقابا عاديا ولكن يوجد نقاب يغطي معظم العين حتى الرموش فهل أنا مقصرة؟ لم اعد أخشع في الصلاة وحصلت مشكلة بيني وبين أعز الناس على قلبي أتمنى أن أرتاح وأرجع قريبة إلى الله وقلبي ملئ بالايمان والسعادة والخشوع ؟ ماذا أفعل في هذه الافكار وهل هي سبب في ضيق الصدر والحزن ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن العبد باستقامته على طاعة الله يجد حلاوة الإيمان ، ولذة العبادة ، وحيث لم يجد ذلك فليعلم أن في عمله خللا قال ابن القيم :وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - يقول: إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحا، فاتهمه، فإن الرب تعالى شكور. يعني أنه لا بد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا من حلاوة يجدها في قلبه، وقوة انشراح وقرة عين. فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول أهـ.

فعلى العبد إذا تغير عليه قلبه أن يكثر من الاستغفار ، ويفتش عن مواطن الخلل في قلبه وعمله ، فقد يكون في قلبه رياء أو عجب أو حسد أو تعلق بغير الله.

قال ابن تيمية : والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع. فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلب: فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص أهـ.

قال ابن القيم :وقد يهجم على قلب السالك قبض لا يدري ما سببه. وبسط لا يدري ما سببه. وحكم صاحب هذا القبض: أمران. الأول: التوبة والاستغفار. لأن ذلك القبض نتيجة جناية. أو جفوة. ولا يشعر بها. والثاني: الاستسلام حتى يمضي عنه ذلك الوقت، ولا يتكلف دفعه. ولا يستقبل وقته مغالبة وقهرا. ولا يطلب طلوع الفجر في وسط الليل، وليرقد حتى يمضي عامة الليل. ويحين طلوع الفجر. وانقشاع ظلمة الليل. بل يصبر حتى يهجم عليه الملك. فالله يقبض ويبسط.

ثم اعلمي أن الفتور في القلب والعمل حال تعرض للعباد جميعا ، قال ابن القيم : والفترات أمر لازم للعبد، فكل عامل له شرة، ولكل شرة فترة، فأعلاها فترة الوحي؛ وهي للأنبياء، وفترة الحال الخاص للعارفين، وفترة الهمة للمريدين، وفترة العمل للعابدين، وفي هذه الفترات أنواع من الحكمة والرحمة، والتعرفات الإلهية، وتعريف قدر النعمة، وتجديد الشوق إليها، ومحض التواجد إليها وغير ذلك أهـ.

ولمعرفة شروط الحجاب الشرعي راجعي الفتوى:6745، ويجوز للمرأة كشف عينيها ، وانظري الفتوى: 1560،

فعليك بالتجافي عن الوساوس وعدم الالتفات إليها ، وراجعي الفتويين: 3086 16790.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني